2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

سوريا.. وأزمة السويداء!

السبت 24 من محرم 1447 هــ
العدد 50629
طغت أزمة سوريا على أزمات المنطقة، فهى تمر بأصعب، وأدق المراحل فى تاريخها الحديث، وإذا كان لنا أن نقول شيئا، فإننا ندعو كل الدول العربية إلى أن تقف مع سوريا، الدولة الموحدة، فهى تواجه عدوانا إسرائيليا سافرا، وشرسا يستغل الأوضاع الداخلية الدقيقة بإثارة النعرات الطائفية، بل يستغل نقاط الضعف التى تمر بها سوريا فى تأليب الطوائف، ودفعها إلى التناحر، والانفصال، بتآمر خسيس لا تدرك عواقبه على أوضاعها الداخلية.

لقد خرجت سوريا من أكثر من 50 عاما حكما أقل ما يقال عنه إنه لم يكن رشيدا، واتسم بالديكتاتورية الفظة، وتأليب الطوائف، وقمع الأغلبية، وعلينا أن ندرك حساسية التغيير الداخلى هناك، ثم دخلت سوريا فى أطول حرب طائفية منذ بداية العقد الثانى من القرن الحالى صنعت ثارات، ونعرات مختلفة، وعندما تخلصت من الديكتاتورية يحاول التيار الحاكم إقناع كل الطوائف بالتغيير، لكن مازالت هناك طوائف تشعر بتلك الحالة الحرجة فى سوريا، وهناك توجس وخوف من عودة الأساليب القديمة فى الحكم، ويبدو لنا أن نسبة الحكماء فى الطوائف السورية ليست بالنسبة التى تستطيع ترشيد النعرات المتطرفة، والدليل على ذلك الأزمة الأخيرة التى تفجرت فى محافظة السويداء التى كانت نموذجا للحالة السورية الدقيقة، والصعبة بين الدروز ومجموعات من البدو، وقد حدثت انتهاكات بين الطرفين من مجموعات خارجة على القانون.

أعتقد أن دخول إسرائيل على الخط بزعم الدفاع عن الدروز يعمق الخلافات، ويزيد التوتر، وليس هناك فى المجتمع الدولى من يستطيع أن يُلجم إسرائيل، ويضعها فى حدودها، وليس هناك عاقل يتصور أن نيتانياهو يتدخل ليحمى الدروز، ولكن عينه على توسيع الشُقة بين الطوائف، لكن، فى كل الأحوال، نثمن التحركات التى قامت بها الحكومة الانتقالية بسحب قوات الجيش من السويداء، وعدم الانزلاق إلى حرب مع الدروز تستفيد منها إسرائيل، وتتحطم سوريا، وأخيرا، الدولة السورية تحتاج الى أن تضم كل الطوائف معا فى حكومة واحدة، وتتعامل بالمساواة بين كل الطوائف، وأن يكون هناك جيش موحد من كل الطوائف، وأن يطبق القانون على الجميع، وأن يعلو صوت المواطنة على العنصرية الطائفية، التى ستكون المدخل الذى يستغله الاحتلال لكسر الدولة السورية، والتدخل، وتقسيم سوريا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى