2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الموقف الآن بين الفلسطينيين وإسرائيل

الثلاثاء 4 من صفر 1447 هــ
العدد 50639
معبر رفح (المفتوح من الجانب المصرى 24 ساعة ولم يُغلق أبدا)، وكذلك كرم أبوسالم التجارى، جنوب القطاع، ومعبر زيكيم العسكرى (زيكيم مستوطنة إسرائيلية أقيمت على أنقاض قرية هيربا الفلسطينية المهجرة)..ثلاثة معابر من ستة تربط غزة بالعالم بريا، بالإضافة إلى الموانئ البحرية. قطاع غزة منكوب، ومدمر نهائيا، بعد توقف العمليات العسكرية تكتيكيا فى مناطق المعابر، ويجب أن تعلن الأمم المتحدة أن القطاع يعيش مجاعة حقيقية، كما أنه منطقة بها (أكثر من 2.5 مليون نسمة من دون مستشفيات، ودواء، وأى شىء سيصل، أو على مدى اليوم، لن يلبى حاجتهم، ولكن يوقف الموت جوعا)، هذا من الجانب الإنسانى، أما من الجانب السياسى فيجب أن تعلم إسرائيل أن حربها الدائرة فى القطاع ليس لها أى مبررات إلا أنها تتخذ حركة حماس حجة، وتكئة لاستمرار الحرب، لأنها لا تريد تسليم غزة للسلطة الفلسطينية بحجة أن نصرها يجب ألا تحصل عليه السلطة، كما أنها تريد الدخول فى مماحكات سياسية حول القطاع، وحول حربها فى غزة، وسوريا، ولبنان، وحتى فى إيران، باختصار الإسرائيليون لا يريدون دولة فلسطينية، وحل الدولتين ليس مطروحا الآن على طاولة مفاوضات نيتانياهو وحكومته، برغم أنهم يعرفون جيدا أن حربهم، التى دخلت العامين الآن، هى الأكثر دموية فى تاريخ صراع إسرائيل مع الفلسطينيين والعرب، وهذا ما نحتاج الإشارة إليه، لأن إسرائيل يجب أن تبدأ الآن مفاوضاتها حول غزة مع جميع الفلسطينيين، ويجب أن تعلم إسرائيل أن تسليمها بدولة فلسطينية ليس انتصارا لحماس، ولكن لقيم السلام الممدودة من العرب، والعالم أجمع. وأخيرا، نيتانياهو لن يستطيع أن يهرب من التزامات الحرب هذه المرة، ويجب أن يدرك أن انتصاراته فى كل الجبهات لن تصبح حقيقية من دون قيام دولة فلسطينية، وغزة لا يمكن أن تُسلم لأى طرف عربى أو دولى، ويجب أن تسلم للفلسطينيين، وأن تنتقل حكومة نيتانياهو من نقطة صناعة الحروب، والاضطرابات فى إقليم الشرق الأوسط إلى وضع المنطقة أمام ممر لتوقف الحرب، وأن يسير الجميع نحو التنمية، والبناء، ووأد الفتن، وأن تدفع أمريكا إسرائيل إلى أن تسير فى الاتجاهات العالمية المتنامية، والسلمية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية التى تقودها فرنسا، وتدفع لها كل الدول العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى