مدينة عائمة تعبر القناة!
الأثنين 9 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50379
24 ساعة مذهلة فى تاريخ قناة السويس مرت بسلام، وثقة، وذلك بعبور أكبر حوض عائم أمس الأول، ولا شك فى أن « القناة» قصة عظيمة فى التاريخ منذ إنشائها وإلى الآن، فحروبنا وصراعاتنا لنحميها طويلة وعريضة، وتشهد بعمق رؤية المصريين منذ أن تسلموها وأداروها إلى الآن، مما يشير إلى رؤيتهم الإستراتيجية العالية الكفاءة والاقتدار لها، لكننا فى السنوات الأخيرة كانت رؤيتنا أعمق وأسرع لمتابعة التغييرات التى تحدث فى مسارات النقل، وطبيعة، وإمكانات السفن لاستمرار هذا المرفق، وليظل أكثر الطرق البحرية بين أوروبا وحول المحيط الهندى والهادى المهمة للمصريين والعالم بحيوية وجذبا لكل أنواع السفن، والمدن العائمة الجديدة، والمتطورة، ومؤثرا ومتكيفا مع التغيرات الضخمة التى تشهدها صناعة السفن، وأعماقها، وحمولاتها التى تشهد كل يوم تغييرا فى الحمولات، والأعماق.
لقد تذكرت وأنا أتابع أخبار عبور الحوض العائم (DOURADO) بحمولة 91 طنا، والذى لم يكن سفينة أو حوضا عائما فقط، بل كان مدينة عائمة تعبر قناة السويس الجديدة، لأول مرة فى تاريخها، واختبارا لنا الآن، ولمستقبل القناة، وقد وقف خبراء النقل البحرى يتابعون ما يحدث.. هل نحن جاهزون بالقناة، والتطور أم تجاوزنا الزمن، ومتغيراته؟، وقد تابعنا بقلق عبور هذه السفينة، وعبر هذه المتابعة اللصيقة، والقوية، والمذهلة، ووصلت المدينة العائمة ضمن قافلة الجنوب بالمجرى الملاحى الجديد للقناة مقطورة من الأمام بواسطة قاطرتين مصاحبتين لها، وكانت قناة السويس حاضرة وجاهزة بل قوية، وقاطراتنا جاهزة كذلك، وخبراؤنا، وهم الأهم، وقد صاحبتها ٥ قاطرات على أحدث مستوى، وأداء عصرى مذهل، يتابعها إرشاد كفء وقادر، يعرف ما يعمل، وانضم قباطنة للقاطرات والقناة الجديدة بعمقها المناسب فى أكبر اختبار للسفن، والمدن (عائمات القرن الحالى والمقبل)، وكانت القناة، عبر هذه المدينة العائمة، فى اختبار عالمى للنقل البحرى على الطبيعة، بل وفى اختبار للمستقبل، واجتازت القناة الاختبار بنجاح مدوٍ (100%)ٍ.
أعتقد أن قناة السويس سوف تظل مفخرة للمصريين فى كل زمان، ومكان، فكل التحية لجنودها الذين يعملون كل يوم ليكونوا جديرين بالمستقبل، ويحصلوا على النجاح، والتفوق.
