محمد عبدالمنعم.. الأستاذ!

الخميس 1 من محرم 1447 هــ
العدد 50606
رحل عن عالمنا الأستاذ محمد عبدالمنعم أحد أعمدة الصحافة المصرية، وأساتذتها فى العقود السبعة الماضية، بل المؤسسين لعلم الإعلام العسكرى، وواضعى أسسه وقيمه (صحفيا وتليفزيونيا). الأستاذ محمد عبدالمنعم دخل للصحافة العسكرية بالأهرام عام 1968 بعد أن أنهى دراسته للأدب الإنجليزى بآداب القاهرة ليكمل بها أدواته المهنية، وخبراته السابقة عليها، فهو الضابط بالقوات الجوية برتبة رائد، والمقاتل فى حربىّ الاستنزاف وأكتوبر، والمهنة والكتابات الصحفية تسجل له، ولتاريخه، وستذكر دوما، قدرته الفائقة، ومعلوماته العسكرية الغزيرة التى غطى بها موضوعاته، ومقالاته. لقد تذكرته دائما فى العامين الأخيرين ونحن نعيش حالة الحرب، وأتساءل: أين أنت يا أستاذ محمد عبدالمنعم؟.. لقد كنا فى حاجة ماسة إلى برامجك وكتاباتك، فهو صاحب 3 برامج عالمية: (العالم فى حرب)، و(الحرب)، و(ما بين حربين)، حيث يقدم الحرب وثائقيا بمعلومات دقيقة، وقد تخرج من البرنامج بعلم لا شعارات حتى تعرف معنى الحرب وتأثيرها فى حياة البشر، كما ترجم خبراته، أو عصارتها فى كتب مهمة، منها (٦ أكتوبر.. الحرب الإلكترونية الأولى) الكتاب صاحب الرقم القياسى فى الطباعة، والذى حصد جائزة «أحسن كتاب» فى عام صدوره 1999، وتكريمه من الرئيس الذى شارك فى الحرب، ويعرف معنى انتصار المصريين، و(أكتوبر.. ومواجهتها التكنولوجية الفريدة والمتطورة)، ولم يتوقف عند ذلك، فقدم «ما بعد اتفاقيات السلام، و«كتاب «سلام الصقور» فى عام 2000، وقصة من واقع الحروب (ذئب فى قرص الشمس)، أما أخلاق وقيم محمد عبدالمنعم المهنية فهى كثيرة وغنية، فقد عاشها زملاؤه، ويدركها قراؤه، فهو اقترب جدا مستشارا وسكرتيرا صحفيا للرئيس مبارك لمدة خمس سنوات، وكان مثل الأستاذين إبراهيم نافع وإبراهيم سعدة، رحمهم الله جميعا، من أقرب، بل أصدقاء الرئيس، ولكن كانت قيمهم تترفع عن كتابة ذلك أو قوله، فهم يفرقون بين العلاقة الشخصية وقيم العمل الصحفى والإعلامى، ويكرسون علاقاتهم للمهنة وحدها، وكتاباته الأخيرة خلال رئاسته تحرير مجلة روزا اليوسف، ومجلس إدارتها تضيف لرصيده المهنى الكبير بُعدا جديدا فى الكتابات السياسية، وتترك بصمة إضافية على المجلة السياسية صاحبة الصيت الجماهيرى فى مصر والمنطقة العربية.. رحم الله الأستاذ محمد عبدالمنعم، وعزاؤنا لأسرته الصغيرة، وأسرتيه الكبيرتين الأهرام وروزاليوسف.