د. على حامد الغتيت

الأثنين 12 من محرم 1447 هــ
العدد 50617
رحل أحد أساطين القانون المصريين.. رجل المبادئ والشجاعة فى الوقت نفسه.. المحامى الوطنى، وأستاذ القانون الدولى، الذى يعمل بالمعايير العالمية، الدكتور على حامد الغتيت، رحمه الله.
لم أجد فى حياتى من هو أبلغ من الراحل فى جملته القانونية، كما أنه الأكثر دقة فى كلمته السياسية.
والذى سمعته، فى عز التطورات السياسية فى فترة الاضطرابات ما بعد 2011، وانتخاب الإخوان، يطالب مرسى بالاستقالة، والأهم أنه يطالب الشعب المصرى بالاستقامة. الدكتور على حامد الغتيت له فى أعناقنا ديون كثيرة، فهو محب لأبناء وطنه، وبلده، ويمتاز بصدقه، وأتذكر أن له عندى دينا شخصيا لم أسدده، وذلك حينما رفعت قناة عربية شهيرة، لا يشق لها غبار، ضدى قضية بسبب موضوع صحفى نُشر فى أحد الملاحق التليفزيونية، فإذا بها تهددنى، وتحشد لى عددا لا بأس به من المحامين المصريين الكبار لمقاضاتى، وتحميل الأهرام غرامات لا طائل لها، وقد نصحنى أحد الأصدقاء باللجوء إلى الدكتور على حامد الغتيت، واتصلت به فورا، وطلب منى الأوراق، والهدوء، والانتظار، وقد أرسل لى بخط يده ورقة قانونية محددة (مازلت أحتفظ بها)، وقال لى أرسلها لهم وستعرف ماذا سيحدث بعد ذلك، وكانت النتيجة أنهم اتصلوا بأحد أساطينهم القانونية للتنازل عن القضية، والمصالحة. الدكتور على الغتيت لا أريد أن أقول إنه تفوق على والده الدكتور حامد الغتيت، الذى أحاطت مذكراته القانونية الرئيس جمال عبدالناصر عند تأميم قناة السويس، فى عمل قانونى وطنى حصن القرار، ووفر الضمانات، وأصول التعويض على نحو أنشأ سابقة دولية. أما الابن الدكتور على حامد الغتيت، فهو، منذ الستينيات، من غير فى قوانين صندوق النقد، وحولها من عقود بين الدول إلى مذكرات تفاهم، وتراثه غنى إلى حد كبير بالمبادئ، والقانون، وملىء بالحكم القانونية، والمذكرات الشافية، والبليغة، والنافذة، حتى إنه كان مُحكما دوليا، وكانت ضوابطه تمنع الانحراف فى التحكيم، أو أن يقع تحت سيطرة المهيمنين على هذا المجال.. رحم الله الدكتور على حامد الغتيت عالمنا الذى أعطانا روحا متجددة، وثقة فى النفس لا حدود لها.