2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

د. شومان.. ومستقبل الإخوان

الخميس 1 من صفر 1445 هــ
العدد 49927
قرأت بإمعان كتاب زميلى الدكتور محمد شومان، صاحب الدراسات الإعلامية، والسياسية المعمقة، وكبير الباحثين فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، والعميد المؤسس للمعهد الدولى للإعلام بأكاديمية الشرطة وكلية الإعلام بالجامعة البريطانية (مستقبل الإخوان المسلمين فى مصر)، والحقيقة أنه ليس كتابا فقط، بل دراسة معمقة كان واضحا فيها أن ظاهرة الإخوان ستختفى فى مصر، وقد تظهر جماعات متنافسة تحاول ادعاء شرعية الإخوان، أو تصوير نفسها كامتداد لفكر، وخطاب الإخوان، وقد تظهر جماعات جديدة تعيد صياغة أفكار، وخلط، وتوظيف الدين فى السياسة.

فى الكتاب، يطرح الدكتور شومان، بلغة علمية دقيقة، مواجهة الأفكار، والجماعات عبر تأكيد الطابع المدنى الحديث للدولة المصرية من خلال أن مواد الدستور، والقانون، والسلطة القضائية هى الآليات المتعارف عليها فى الدولة الوطنية الحديثة لصيانة مدنية الدولة، والتصدى لمن يحاول تسييس الدين، وبدراسته العلمية استطاع الدكتور محمد شومان أن يصل بنا إلى أن الخطاب الدعائى الذى تبنته وسائل الإعلام الجديدة، من مدونات، ومواقع إخبارية، وشبكات الاتصال المباشر، استطاع أن يسيطر على انتفاضة ٢٥ يناير، ويحول مسارها، رغم جمود، وشيخوخة مكتب الإرشاد، وهذا الخطاب جامد، وغير متطور، ولكنه اعتمد على تكنولوجيا الاتصال الحديثة التى كانت أداته، ولعلنا نشعر جزئيا من تحليله بالاطمئنان إلى أن حملاتهم لن تؤثر فى المصريين الذين لن يسمحوا لهم بالعودة، أو استعادة قوتهم، وأنشطتهم، ومشاركتهم المراوغة فى البرلمان، والنظام السياسى، والحياة الاقتصادية مرة أخرى. لذلك أدعوكم لقراءة كتاب الدكتور محمد شومان (١٧٦ صفحة) تصل بكم إلى أسباب فشلهم، وكيف يتواصلون بالرؤية الإعلامية، وأن تأثيرهم بعد 30 يونيو ٢٠١٣ قد خبا، وهو ما يدعونا إلى تثمين أن المواجهة الفكرية، والثقافية الشاملة للأفكار، والجماعات، تتم عن طريق دعم كل أشكال الإبداع، وأدوات القوى الناعمة.

شكرا الدكتور محمد شومان على هذا الكتاب الذى يجب أن تقرأه مصر كلها عن الإخوان الذين هددوا الكيان الوطنى، ودفعونا إلى حرب مريرة مع الإرهاب، وكنا معرضين لحرب شوارع، وحرب أهلية، لكن الله سلم، وأنقذ مصر بشعبها، وقواتها المسلحة، وشرطتها من تخريب أخطر جماعة إرهابية أفرزها القرن العشرون حتى الآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى