2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

د. طه عبد العليم

الأحد 7 من شوال 1446 هــ
العدد 50525
رحل أحد نجوم الأهرام (الدكتور طه عبدالعليم ــ يناير 1950 ــ أبريل 2025)، وهو ليس كاتبا عاديا، أو باحثا تقليديا مر فى تاريخنا، ولكن علامة بارزة، وبصمة لمعنى مهم لأهمية الإعلام فى عصرنا. نحن أمام إعلامى من طراز رفيع، حمله تخصصه الدقيق ليدفع مصر كلها إلى التقدم والنمو، وهو من النماذج الوطنية التى يجب أن نرفع لها آيات الشكر والتقدير والاعتراف بمكانتها، وإننى أقف إجلالا لمسيرته المهنية، ليس لأنه زميلى بمركز الأهرام، ومقالاته العديدة، ودراساته وأبحاثه التى واكبت عصرنا كله، وجيلنا، وتعلمنا منه بدقة، أو لأنه كان المدير العام للأهرام فى مرحلة تولى الدكتور عبدالمنعم سعيد رئاسة المؤسسة، وهى مرحلة مهمة فى تاريخ صحيفتنا العريقة، ومؤسستنا التاريخية (الأهرام) لا تُنسى- وإنما لدوره الوطنى الناجح فى تسعينيات القرن الماضى، عندما حمل رأيه، أو هدفه، على عاتقه (إعادة الصناعة المصرية إلى سابق عهدها، وتقدمها، وأن يعتمد المصريون على إنتاجهم الصناعى، ولا يقعوا فريسة للمستورد من كل أنحاء العالم)، واذا كانت مصر بلدا زراعيا قديما فيجب أن تكون بلدا صناعيا حديثا، فهو الباحث المدقق الذى حول مشروعه البحثى الشخصى إلى مشروع وطنى والمتمثل فى قضية التصنيع والصناعة، ونتذكر نحن الصحفيين الاقتصاديين كيف كنا ننتظر برنامجه التليفزيونى الذى يحشد فيه عددا كبيرا من المتخصصين، وأساتذة التصنيع، وأصحاب هذا الفكر، وكنا نلومه أن ضيوفه كثيرون، ومن الوزن الثقيل، مما يجعلنا لا نستطيع أن نلم بكل ما طُرح من أفكار فى كل حلقة من حلقاته، وكأنه كان يريد أن يؤدى رسالته على أكمل وجه، ويعرف أن عمر البرنامج قصير، فنجح بامتياز فى تحقيق هدفه، وما يسعى إليه من أجل وطنه، فقد كان علمه، وتفوقه يجعل أجندته المهنية متخمة، ويريد أن يزرع الفكرة وينتقل إلى هدف آخر.

لقد مر الدكتور طه بتجربة إنسانية مريرة، حيث رحلت ابنته الوحيدة قبله، وصمد من أجل أسرته، وأبنائه، ولكن يبدو أن روحه أبت أن تستمر فى الحياة وقلبه وحبه رحل، ومثلما أخذ حياته بالجدية كان رحيله حيث يريد أن يرى ابنته الراحلة فى العالم الآخر.. رحم الله طه عبدالعليم وكريمته وأسكنهما فسيح جناته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى