25 يناير 2025

السبت 25 من رجب 1446 هــ
العدد 50454
يتجدد اليوم، بعد 1952 وما بعد2011، عيد مؤسسة الشرطة، وذلك عندما انتصرت، وسطرت بدماء أبنائها، وشجاعتهم بدايات التحرر، والصمود، والتخلص من الاستعمار الأجنبى فى مواجهة جنود الاحتلال الإنجليزى بشجاعة، واقتدار، وملحمة ظلت خالدة عبر السنين.
أعتقد، ومن دون تشويش على عيد الشرطة، أنه يجب ألا نهتز لـ«25 يناير 2011» الذى اختارته الجماعة المناوئة للاستقرار بعناية لهزيمة الشرطة، وتحويلها إلى مؤسسة معادية للشعب، أو هامشية تستطيع تطويعها لخدمة مصالح، وبيئة الإرهاب، والتطرف، والتى بدأت بالتقليل من شأنها منذ سنوات، ولم تتوقف، حتى وصلت إلى الذروة فى الفترة ما بين 2011 وانطلاق الشعب فى 30 يونيو 2013 لتصحيح خطأ تاريخى مخيف لو تُركَ لكان هز مصر إلى الأبد.
إننى أتذكر تلك الأيام عندما أحرقوا أقسام الشرطة فى بر مصر، بل المحاكم، وأرادوا تغيير مستقبل مصر، ودفعه إلى الانهيار، وهى أيام مظلمة مرت على مصر، لكنها علمتنا كيف نبنى دولة حديثة تقف شامخة فى إقليمها، ولا يمكن مرة أخرى أن تتكرر هزيمة مؤسساتها كما حدث ما بعد 2011.
إن الأحداث الجسام تعلم المجتمع، وتغيره، بل تضعه أمام المستقبل، وما حدث ما بعد 2011 كان عظيما، ومؤلما، حيث علم مصر والمصريين، كما كان ما حدث بعد 1967 عظيما، ومؤلما، حيث غير مصر والمصريين، لكننا فى الثانية كان هدفنا إعادة بناء الجيش، أما فى الأولى فقد تعلمنا ليس بناء مؤسسة الشرطة فقط، بل بناء الدولة كلها بمؤسساتها الجديدة القوية، فما يحدث فى مصر ما بعد 2013 والتخلص من الإخوان وأذنابهم جعلنا ندرك أهمية بناء مؤسسات مصر، وتأسيس بنية أساسية متطورة (اقتصادية، وسياسية، واجتماعية)، وهذا ما يحدث فى السنوات الأخيرة، والذى قد يكون مرهقا للشعب، لكنه يحمل معنى البناء الشامل للدولة الحديثة، فكل التحية إلى الشرطة المصرية التى حمت الشعب من الإرهاب، والتطرف، وكذلك كل التحية إلى القوات المسلحة الذى حمتنا من عصابات إرهابية، ومتطرفة أرادت أن تتسلط على الحكم، وتغير هوية المجتمع، وتدفعه إلى الفوضي، والاقتتال الأهلي، وكل عام، وكل أبطالنا فى مؤسستيّ الشرطة والجيش بخير، وكل عام ومصر بخير، وقوية.