فيتو العار!

الأحد 12 من شوال 1445 هــ
العدد 50175
لم يمنع الكثيرون أنفسهم من البكاء بمرارة على العالم وما آل إليه مع مندوب فلسطين فى مجلس الأمن وهم يشاهدون مندوب الدولة العظمى يرفع يده للمرة الخامسة خلال 6 أشهر معلنا استخدام سلاح الفيتو، الممنوح للدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، ضد الفلسطينيين وأهل غزة فى حرب الاحتلال الإسرائيلى الظالمة التى تبيدهم، وتهجرهم من أراضيهم، وتمنعهم من الحياة. لقد كان هذا الفيتو يحمل الرقم القياسى (أكثر من 50 مرة منذ قيام إسرائيل وحتى الآن)، حيث لم يحرم هذا الفيتو الفلسطينيين من قيام دولتهم، ولم يقف ضد إرادة المجتمع الدولى فى قيام دولتهم فقط، وإنما كان فيتو العار على أمريكا، لأنه جعلها تتقاسم الكراهية التى يشعر بها كل إنسان فى عالمنا الآن ضد إسرائيل.
إن هذا الفيتو أوقف حقا لا يُؤجل، ولا يُعلق، ومنع حقا طبيعيا، وتاريخيا، وقانونيا للفلسطينيين.. طبيعيا لأنه لم تعد هناك دولة، أو شعب تحت الاحتلال فى عالمنا الآن إلا الفلسطينيين، وتاريخيا لأن إسرائيل منذ قيامها فى 1948 بقرار أممى اُشترط فى قرار التقسيم (181) منحْ اليهود دولة، والفلسطينيين كذلك. كما أن فلسطين عضو مراقب بالأمم المتحدة منذ2012، وحصلت على الدعم الساحق من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، لكن فيتو (العار- أبريل 2024) وقف حجر عثرة أمام تقرير الفلسطينيين مصيرهم، وحقهم. لقد كنا ننتظر من أمريكا تمرير قيام الدولة الفلسطينية لكى تفى بشروط يتحدث بها كل المسئولين الأمريكيين ولكنها أبت إلا أن تستمرفى خدمة ليس المشروع الصهيونى فقط بل أكثر المغالين، والمتطرفين الإسرائيليين، واليهود فى تاريخ الحركة الصهيونية العالمية منذ قيام إسرائيل وحتى الآن. لقد فقد الفلسطينيون بالفيتو قيام دولة ولكن التفاف العالم حولهم، واستبسالهم حول أراضيهم أكد أنهم أصحاب وطن، ورغم أنه كان يوما حزينا فقد ثبت أن الإسرائيليين «يخاطبون أنفسهم»، بل «يخاطبون الحائط المسدود»، كما قال مندوبهم بالضبط، ولكن الفلسطينيين يخاطبون العالم، ويملكون الحقيقة، والرؤية، وأنهم بحق سائرون فى مرحلة، وطريق التحرير.