2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حوادث الطرق..!

الثلاثاء 13 من محرم 1447 هــ
العدد 50618
حوادث الطرق فى العالم أصبحت من أكثر أدوات القتل الخطأ، ففى العام الواحد هناك أكثر من مليون ونصف المليون شخص، حسب إحصاءات البنك الدولى، يذهبون ضحايا لمثل هذه الحوادث، وفى مصر حوادث الطرق تقتل سنويا 5260 شخصا. أعتقد أن التوسع فى الطرق لم يقلل من الخسائر فى الأرواح التى تسببها عوامل السرعة، بل ازدادت بشكل مخيف، حيث 60% من حوادث الطرق تحدث لأسباب وعوامل تعود إلى طرق القيادة، والأخطاء الشخصية، وغياب الرقابة الصارمة المؤثرة، كما أن السائقين غير الأكفاء والمدربين فعلا ينتشرون على الطرق المصرية، حتى تشعر بأن أجيالا من قادة السيارات لا يعرفون معنى القيادة أصلا، فما بالك بالعلامات المرورية؟!.. إنها هيروغليفية بالنسبة لهم، كما أنه عند تقاطعات ومنازل الكبارى تجد تكدس السيارات، والميكروباص فى منظر يجعل أى زائر للقاهرة يستاء، ويظن أن القاهرة عاصمة لا تعرف قواعد المرور ونظامه. إن الحوادث تسبب ألما كبيرا، ومخاوف متزايدة للأسر المصرية، ولذلك نحن فى حاجة إلى التوعية المرورية، والعقاب الصارم، ووقف هذه الحوادث من المنبع، ومعاقبة المتسببين فيها،عن طريق منظومة متكاملة حتى نقى أنفسنا ومواطنينا، ونقللها لأقل حد ممكن، فهل من الممكن أن نجعل قيادة السيارات متعة لأصحابها، وأكثر أمانا، ونتخلص من آفة أن قيادة السيارات فى مصر خطرة جدا، حيث من المصادفة أن تصل سالما وليس العكس؟! وأخيرا، إن استحداث الطرق، وتجديدها يجب أن يشعرانا بالأمان، لكن المخاوف من القيادة المستهترة التى تظهر فى معدلات السرعة، واستخدام الكلاكسات – يجعلانا نعيش فى شارع فوضوى، وإذا أضفنا عوامل أخرى مثل التكاتك، والموتوسيكلات، والميكروباصات – لوجدنا أنفسنا فى سيرك حقيقى، فهل نطلب التوعية المرورية، ومناشدة الناس الالتزام بالقيم المرورية، أم نطالب بمعاقبة وسحب الرخص من الذين يقودون برعونة، ولا يحترمون الطرق، وكأنهم حصلوا على رخص للقتل الجماعى؟.. أتمنى أن تنظم وزارة الداخلية مؤتمرا عالميا للمتخصصين، وأن تضم إليه كل الكفاءات بالداخل والخارج، وتخرج بتوصيات يتم تنفيذها فورا، أو على مراحل متدرجة، حتى تتخلص مصر من هذه الآفة المسببة للقتل على الطرق، وما تسببه من ألم مجتمعى، وكوارث للأسر المصرية لا حد لها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى