غزة فى الرمق الأخير!

الثلاثاء 27 من محرم 1447 هــ
العدد 50632
غزة فى سباق مع الموت..غزة فى الرمق الأخير، فقد أصبحت ساحاتها تغرق فى أرواح المدنيين، ليس الجوع وحده، ولكنهم يُتركون للموت بلا علاج، خاصة الأطفال. لقد توقفت مع الإلحاح الذى أبداه الوزير الأول فى حكومة اسكتلندا فى رسائل متتالية إلى رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر لإنقاذ ألفى طفل فلسطينى يعيشون بين الحياة والموت، حيث أبدت حكومة اسكتلندا بالاتفاق مع اليونيسيف استقبالهم وعلاجهم فى مستشفياتها، لكن العقبة هى تأشيرات الدخول، وحثت الحكومة الاسكتلندية رئيس الوزراء البريطانى على التعاون لإنقاذ هؤلاء الأطفال الأبرياء من الموت، وكتب رئيس الوزراء الاسكتلندى جون سوينى إلى نظيره البريطاني: «نحن مستعدون للعلاج، واستقبالهم وهم ينزفون، وكل يوم يمر عليهم يموتون، وإنه لأمر محزن، أو مخجل للبشرية»، ومازالت الحكومة البريطانية لم تتدخل، وهم سيُتركون ليموتوا، وبموتهم يضيع الضمير العالمي، بل تسقط كل القيم التى مازلنا نسمعها قادمة من الغرب، ومن النظام الدولى الذى انهار تماما، وأصبح يعيش بمعايير مختلفة، وعدم مساواة، حتى إن الرئيس الأمريكى ترامب يتدخل لموت فلسطينى يحمل الجنسية الأمريكية، ويحادث رئيس الوزراء الإسرائيلى فى حادث الكنيسة الكاثوليكية، وبابا الفاتيكان الجديد يندد بوحشية الحرب فى غزة عامة، والكنيسة خاصة، بينما غزة كلها تموت، وأهلها كلهم ضحايا. أعتقد أن العالم يشهد بوضوح كارثة إنسانية غير مسبوقة فى غزة عنوانها الجوع، والموت السريع، وليس البطيء، ومرتكبها واضح أمام العالم (سلطة الاحتلال)، حيث تحول حق الحياة فى القطاع إلى امتياز، وأصبح الطعام، والدواء منحة بتصاريح مشروطة، أو لا يتم منحه إطلاقا، والمجاعة تعم كل القطاع، بينما إسرائيل تغرق هى وحماس فى مفاوضات لا تنتهي. إن ما يحدث فى غزة ليس أزمة إنسانية طارئة فحسب، بل اختبار قاس، وصارخ لضمير العالم، حيث تحول رغيف الخبز إلى عمل بطولي، وقطرة الماء إلى فعل مقاومة، والطفولة إلى هدف عسكري، وإذا لم يتم التحرك الآن لوقف هذه الجريمة، فلنصرخ جميعا، لأن المجاعة فى غزة ليست مأساة محلية، بل وصمة عار فى جبين الإنسانية كلها، ويجب أن تصرخوا لتنقذوا أنفسكم من هذه الكارثة المفزعة التى تهدد كل إنسان يسمعها ولا يتحرك.