«فوردو»..!

الأحد 26 من ذي الحجة 1446 هــ
العدد 50602
إزالة تهديد «فوردو» أصبحت هى المعضلة أمام مفاوضات جنيف، فهذه المنشأة المدفونة تحت الأرض، قرب قم، فى جرف جبلى، أصبحت معضلة نهاية الحرب، حيث مرتبطة بضربها، والتساؤل الآن: هل ستضربها أمريكا مباشرة أم ستحصل إسرائيل على قاذفات بى٢ والقنابل زنة ١٣ طنا لتضربها نيابة عنها، حيث مازالت إسرائيل لم تحصل عليها لتصفيتها، ولعل رئيس الوكالة الدولية كان يقدم أمام الأمم المتحدة بلاغه فى هذا الصدد.
إن الموقف فى الولايات المتحدة يميل إلى أن الأمريكيين لن يدخلوا هذه الحرب، حتى بعد المهلة التى أعطوها لنيتانياهو (أسبوعان)، ومازال موقف الرئيس ترامب حائرا، أو متقلبا، أو متناقضا، بل إن السبب الرئيسى فى ذلك هو أنه لا يريد أن يتورط فى الشرق الأوسط، ويعيد إلى الأذهان الذكريات المريرة للأمريكيين فى أفغانستان، والعراق، كما أن حلم «رجل السلام» مازال يراوده، بل إنه وضع نفسه منافسا لأوباما الذى حصل على «نوبل» للسلام، وأعتقد أن عودة طهران إلى المفاوضات تعطى أملا كبيرا، رغم أن نيتانياهو حقق الكثير بهذه المغامرة العسكرية التى يعتبرها معبرا إلى التاريخ، وإن كانت، فى الوقت نفسه، معبرا للحفاظ على الائتلاف الحاكم، والخروج من مأزق غزة، وكارثة السابع من أكتوبر التى تعتبر أكبر فشل أمنى فى تاريخ إسرائيل، ومحو عاره فى قتل المدنيين، كما أن نيتانياهو مازال يحلم بأن يُذكر فى كتب التاريخ، باعتباره القائد الذى قضى على المشروع النووى الإيرانى، وحمى إسرائيل من أكبر تهديد وجودى كثيرا ما حذر منه منذ نحو عقدين، علاوة على أن حرب إيران تغير من صورة نيتانياهو وإسرائيل أمام العالم، بل تعمى الأبصار عن معركة غزة، والمشكلات الداخلية فى إسرائيل، بل تضعف الاهتمام بقضية الأسرى، بالإضافة إلى أن نيتانياهو يعتبر ضرب إيران هو المعبر نحو التاريخ، ويتصور أنه يكتب به تاريخا جديدا لإسرائيل، ومنطقة الشرق الأوسط.
وأخيرا، عيونكم على منشأة «فوردو»، هل ستُضرب؟، أم تتجه إيران إلى الحل السياسى، وتنفيذ مقترحات ستيف ويتكوف- مبعوث ترامب للشرق الأوسط؟، ومؤتمر جنيف، حيث لا تخصيب لليورانيوم فى إيران، وأن يشكل تحالف إقليمى تحصل من خلاله إيران على احتياجاتها منه.. أعتقد كلها احتمالات صعبة، لكن الأيام، والمتغيرات تحمل الكثير.