غزة تصرخ من جديد!

الأربعاء 9 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50556
نحن أمام تطور جديد فى قطاع غزة مخيف بعد أكثر من عام ونصف العام على حرب دامية لم تستطع إسرائيل خلالها أن تشبع من دماء أهل غزة بعد ما يعرف بـ 7 أكتوبر 2023 . لقد بدأت إسرائيل تستخدم مصطلح ليس إعادة المحتجزين، أو طرد حماس من غزة، بل احتلال قطاع غزة.. قرار جديد اتخذه كابينت بن غفير، وسموتريتش، وصدق عليه نيتانياهو، فهناك فى إسرائيل الآن أكثر من رئيس وزراء، بل رءوس متعددة، بل إن رئيس الوزراء الحقيقى عندما عجز عن إقالة رئيس «الشاباك» سلم رئاسة الوزراء طواعية للآخرين مقابل استمراره فقط على رأس الحكومة، واستمرار الحرب لعام قادم جديد، وأن يحاكم على جرائمه فى المحاكم الإسرائيلية تحت ظلال الحرب المستمرة، وأن تنتهى مدته فى العام المقبل، وهو مستمر فى حالة الحرب التى تحميه من المحاكمة والإدانة المنتظرة.
أعتقد أن ما يحدث فى غزة ليس توسيعا للعملية العسكرية فحسب، فقد صرح كل رؤساء الوزراء الجدد غير المعلنين فى إسرائيل، ومنهم سموتريتش، بأن إسرائيل تنوى احتلال قطاع غزة بشكل دائم، وليس جزءا من مناورة مؤقتة، مؤكدا نحن نحتل غزة للبقاء، ولم يعد هناك دخول أو خروج.. هذه حرب من أجل النصر، بل إن سموتريتش دعا الإعلام الإسرائيلى إلى أنه حان الوقت للتوقف عن الخوف من كلمة الاحتلال.. نحن نسحق حماس، ولن نستسلم، وهى ستستسلم، وبذلك تنتهى المطالبة بدخول المساعدات الإنسانية للغزاويين، وأن تكون إسرائيل هى المسئولة عن القطاع. وأخيرا، نحن أمام مجموعة من المخابيل، أقصى اليمين، تلطخ ضمير الإنسانية كلها بقسوة، وانحطاط لا نظير له، وسط عجز مريب لعالم لطالما تشدق بالمبادئ، بل تكشف انهيار المنظمات الدولية، بل القيمية، والإنسانية التى حكمت طويلا ثقافة العالم، ونحن نرى شعبا يتسول لقمة العيش، وشربة الماء أمام الشاشات التى تنقل على الهواء مجاعة أكثر من مليونىّ فلسطينى يموتون مرضا، وجوعا، ويلتحفون الأرض، ولا مغيث لأكثر من 100 يوم، منذ أن ظهرت حكومة ترامب فى واشنطن، وأعطت لنيتانياهو، واليمين الإسرائيلى تصفية غزة بوحشية لا نظير لها، ولا يمكن مقارنتها بالمرحلة الأولى للحرب التى كانت فى عهد الديمقراطيين ( بايدن وفريقه).