لتكتمل فرحة الثانوية العامة

الأثنين 19 من محرم 1447 هــ
العدد 50624
انتهى امتحان الثانوية العامة هذا العام بهدوء تُحسد عليه وزارة التربية والتعليم، بل تستحق منا الشكر لأن هذا المهرجان نجح باحترافية، ومهنية عالية، حيث لم نسمع الآلام، والمعاناة التى كانت تصاحب هذا الموسم، والخوف من الذين كانوا يتلذذون بمعاناة الطلاب فى فترة الامتحانات، ويستغلون هذه الحالة بإرهاقهم بمعاناة انتظار النتيجة، حيث تتنافس «السايتات» على إعلان النتيجة التى نتطلع أن تحافظ الوزارة على كفاءة إدارة الإمتحانات بمواجهة شائعات تسريب النتيجة أو التلاعب بها لتكتمل فرحة طلبة الثانوية العامة بامتحاناتهم ونتيجتهم. لقد بذل كل الذين شاركوا فى إخراج موسم الثانوية هذا العام جهدا كبيرا، وتفانوا لتخرج الامتحانات بأفضل صورة، حيث ركزت الأسئلة على قياس مستوى الطالب وليس تعقيده، وكان الاهتمام بقياس مهارات التفكير والتحليل، وفى إطار مواجهة الغش، والتسريب، تم تحديث إجراءات التأمين داخل اللجان، وتزويدها بكاميرات المراقبة، ومنع المحمول والتشويش عليه لملاحقة أى محاولات لتسريب الامتحانات، أو تداولها إلكترونيا، والتى كنا نسمع عنها قبل ذلك، وقد اختفى هذا العام، ولعلنا سوف نشهد تحولا كبيرا فى المستقبل بتطبيق نظام «البكالوريا» المصرية ليحل محل النظام التقليدى للثانوية، مما يفتح أمام الطلاب مستقبلا أفضل فى التعليم الجامعى الذى يختارونه، خاصة مع انتشار الجامعات التى بلغ عددها 116 جامعة ما بين حكومية، وأهلية، وخاصة، وتكنولوجية، بالإضافة إلى فروع الجامعات الأجنبية، والمعاهد العليا، والتطبيقية، ولم تعد هناك أزمة فى التعليم الجامعى، فقد أصبح متاحا للجميع، وسوف يختفى نظام شعبتىّ «أدبى وعلمى» لتظهر 4 مسارات: (مسار الطب وعلوم الحياة، ومسار الهندسة والحاسبات، ومسار قطاع الإعمار، ومسار الآداب والفنون)، وسوف يُسمح للطالب بالتحويل بين المسارات فى حالة تغيير التخصص من خلال استبدال مادتين. أعتقد أن مصر تشهد ثورة فى نظام التعليم ما قبل الجامعى من خلال تجهيز المدارس، وتوفير شبكات إنترنت قوية لضمان تطبيق آمن وفعّال للامتحانات، ونظام التقييم الجديد، ولكننا نتطلع إلى «اللامركزية» فى النظام التعليمى، وأن تكون عملية الاختيار متاحة للطلاب خلال العام لمن يريد أن ينهى سنوات الدراسة، وأن تتنوع، وتفتح الجامعات المختلفة لمن يريد أن يدرس باختيارات متنوعة، ونظم جديدة تتخلص من المركزية الحاكمة بمكتب التنسيق.