موقف مصر الواضح.. والمغالطات الإسرائيلية!

السبت 6 من شوال 1446 هــ
العدد 50524
كثير من المراقبين للمنطقة العربية فى العالم هالهم حجم المغالطات الإسرائيلية فى تعاملها مع مصر، حتى إن أكثر المعلقين فى الغرب وأمريكا هم من ردوا على تصريحات أن «مصر خالفت اتفاقيات السلام بتعزيز قواتها العسكرية فى سيناء».
إن هذه الترتيبات الجديدة بدأت منذ عام 2011 لمواجهة حالة إقليمية لا تخص مصر فقط، بل المنطقة العربية والشرق الأوسط كله، ويبدو لى وللمراقبين أن الموقف الإسرائيلى يأتى للمغالطة والتبجح، لأن إسرائيل هى التى خالفت بنود اتفاقية السلام مع مصر، وأن كل ممارساتها فى غزة هددت المنطقة كلها، وأثرت على مصر وأمنها القومي.
أعتقد أن ما يحدث فى غزة منذ أكتوبر 2023 وحتى الآن يعد انتهاكا للقانون الدولى الذى يعلو على أى اتفاقيات ثنائية، كما أن الاعتداءات الإسرائيلية على رفح الفلسطينيية، التى لم يكن عدد سكانها يتجاوز 350 ألف نسمة، وأصبح الآن يفوق مليون ونصف المليون فلسطيني، تجعل رفح مكانا لا يصلح للحياة، ويشكل ذلك ضغطا مباشرا على مصر وأمنها القومي، ويجب ألا تتناسى إسرائيل محور فيلادلفيا الذى يُعد مخالفة صريحة ومباشرة للاتفاقية الموقعة بين البلدين، مما يجعل مصر فى موقف الذى يمتلك كل الحق فى الدفاع عن نفسه، وتغيير تلك المعادلة العدوانية التى تهدد أمنها القومي، عبر تعزيز وجودها العسكرى على أراضيها فى شبه جزيرة سيناء، وفى كل الاتجاهات من شمالها إلى غربها إلى وسطها، وإلى حدودها المباشرة، وأنه من الطبيعى أن تتحرك مصر للضغط السياسي، والدبلوماسي، واستخدام مكانتها العسكرية حتى توقف هذا العدوان الذى بدأته إسرائيل على كل دول المنطقة.
وأخيرا، فإن الموقف المصرى الواضح، والصامد إزاء الأحداث الإقليمية، خاصة حالة الحرب فى الأشهر الأخيرة، يزعج حكومة نيتانياهو إلى حد كبير، ويجعلها تتخبط بمثل هذه التصريحات ضد مصر، وأن ما تفعله تل أبيب من استفزازات للقاهرة لن يجعلها تتراجع عن دعم الفلسطينيين، وأهل غزة، وإنقاذ المنطقة من مستنقع الحرب الذى تسببت فيه حكومة نيتانياهو، والذى يدفع بمزيد من الانهيار الاقتصادي، والعسكرى لكل الأطراف.