30 يونيو فى تاريخنا

الأثنين 5 من محرم 1447 هــ
العدد 50610
مر اليوم عقد وعامان على أهم حدث فى تاريخ مصر الحديث، وتحديدا الأهم فى القرن الحادى والعشرين الذى نعيش فى ظله، ولذلك لم تكن ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013 على حكم جماعة الإخوان المسلمين فقط، بل كانت رغبة جارفة فى إزاحة حكم الجماعة المتطرفة، وإقامة جمهورية جديدة يكون قوام شعبها كله هو مصدر الشرعية، والحكم، فقد كانت هذه رغبة المصريين التى عبروا عنها بكل الوسائل، وليست فئة، أو جماعة.
لقد حسم الشعب علاقته مع الإخوان، والتى بدأت فى العهد الملكى، قبل يوليو، بعد تسلطهم علينا، وعلى حزب الأغلبية، ووصولهم إلى الملك، وفى عهد الجمهورية، منذ قيام الثورة، كان الشد والجذب سمة العقود المتتابعة، كما كان الصراع سمة متبادلة لم تهدأ، ولم تحسم، ولكن ظلوا، وحاولوا دائما أن يكونوا ظهيرا سياسيا للحكم، وكانوا يجيدون تلك اللعبة الخطيرة، رغم المواجهات مع الشعب ومؤسساته، إلى أن تسلطوا كاملا على الوطن فيما عرف بأحداث يناير 2011، وقد وصلوا إلى القصر الجمهورى، والبرلمان، واستأسدوا على المؤسسات بعد أن تصوروا أنهم ألجموا الشعب ودفعوه لانتخابهم وتحميلهم المسئولية، وبرغم ذلك لم أكن، والكثيرون معى، أتصور أن جماعة من الممكن أن تتسيد مصر، وتسيطر عليها، لكن الأحداث أوصلتهم، وهذا ما حدث، وكانت لحظة فارقة فى تاريخنا أنهم لم يستطيعوا إقناع أحد من المصريين بهم، خاصة بعد حكم كامل لمدة عام، ولذلك كان بعده (الخروج الكبير) الذى هو أكبر من الثورة، وأشد، وأكثر تأثيرا، وإلحاحا فى مستقبله، بحيث جعل الجيش ومؤسسات الدولة يتدخلون فى اللحظة الحرجة، والدقيقة لإنقاذ البلاد.
لقد أُنقذت مصر بواسطة شعبها، وابنها البار، والمخلص الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حمل شعلة مصر التى لن تغيب – إن شاء الله – بكلمات قليلة، وقرارات حكيمة، وسريعة، والتف حوله الشعب، وأكمل معه المسيرة، وانتقلت مصر بسرعة إلى دولة تعرف معنى القوة، وتبنيها عبر تجديد المؤسسات، وتغييرها، وعبر تغيير خريطة مصر، بل جغرافيتها بالتنمية، والنمو المتسارع ، فكل التحية لمصر، والتهنئة لأهلها، وشعبهااليقظ، وإلى ربان سفينتها البطل عبدالفتاح السيسى فى ذكرى أخلد الأيام، وأعزها على قلوب المصريين جميعا.