عيد قيامة وفصح مجيد

الأحد 21 من شوال 1446 هــ
العدد 50539
تمر علينا 3 أيام مجيدة نعيشها.. اليوم الأحد مع إخواننا المسيحيين بعد أطول صيام لهم (55 يوما) يحل اليوم عيد الفصح والقيامة المجيد.. كل عام وأهالينا المسيحيون فى مصر وفى كل العالم بخير، إنه يوم كبير وعظيم للإنسانية تتجدد فيه المحبة التى غرستها قيامة المسيح عليه السلام (القيامة التى جعلت الحياة لكل البشر خيرا وبركة).
أعتقد أن القلب الذى امتلأ بالمحبة يتغذى فى هذه الأيام المباركة، وينقلها لكل إنسان، ويعيش اليوم، وسيعيش غدا غيرنا، وبعد الآلام الطويلة يأتى الرضا، والسلام، والمحبة، وقد كان أمس الأول يوم الجمعة العظيمة.. اليوم الذى صُلب فيه المسيح عليه السلام، وشعر الإنسان (كل إنسان) معه بالألم والغصة، وهو يوم الإيمان الذى نعيشه بافتخار، ثم جاء السبت (أمس)، وجاء معه للفرح يوم الرجاء، والأمل، فقد استجاب الله، وكانت القيامة المجيدة التى هزت كل إنسان يعيش على ظهر الأرض.. تتجدد أيام المسيح، ونعيش قصة الرجاء، والحياة القادمة، فتنعش الأمل، والمحبة، والسلام، كما أنه يوم للأمل، والفداء، والتضحية.. يوم نتوخى فيه الخلاص الروحى والمعنوي، وتتعلق به نفوسنا، وتتجدد كذلك كل عام، لأنه يجعل لحياتنا فى هذه الدنيا قيمة سامية.
وأخيرا، هذا العيد يعد من أهم المناسبات فى التقويم المسيحي، ويتزامن معه عيد مصرى خالص (يوم الإثنين من كل عام) عيد شم النسيم والربيع، وهكذا تتزامن أعيادنا الدينية والشعبية فتعطينا وتعطى حياتنا الألوان التى تجعل لها قيمة، ومعانى تصنع البهجة، وتهزم الخوف، وتعطى الحياة التى نعيشها هيبتها، وجلالها، وبهذه المناسبة، نهنئ بلادنا بعيد القيامة.. أعاده الله بكل سعادة وإيمان، كما نتمنى أن يكون يوم خير على العالم كله، وأن تحل علينا الأعياد القادمة وقد حل السلام، والاستقرار فى ربوع بلادنا، خاصة الأراضى المقدسة التى تشهد أطول حرب فى تاريخها، وأشد الآلام والمعاناة التى عاشتها البشرية فى الماضي، حيث اعتداءات الاحتلال، وحرب الإبادة الشاملة التى يشنها على أشقائنا، والتى تأثر بها كل إنسان فى منطقتنا.. تهنئة قلبية لكل المصريين والعرب بعيد قيامة المسيح المجيد، وأعياد الربيع التى تهل انتظارا للسلام الذى تحمله للجميع.