فتيات كفر السنابسة..!

الأربعاء 7 من محرم 1447 هــ
العدد 50612
يعتصرنا جميعا الألم والحزن بعد حادث الطريق الإقليمى الذى حدث فى نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وراح ضحيته 19 زهرة من زهرات الريف المصرى خرجن من قرية واحدة (كفر السنابسة).. عيونهن، وصورهن بدلا من أن تَبعث فينا الأمل اعتصرتنا من الألم والحزن معا، وكان الله فى عون أسرهن، وصبرهم على فراقهن. إن المجتمع يشعر بإحساس مرير نتيجة ما حدث، الأمر الذى وصل إلى حد الخوف مما يجرى فى شوارعنا، وطرقنا السريعة، بل حتى داخل المدن، فالحدث، حسب الوصف، عندما تخطت سيارة نقل الحاجز الخرسانى للاتجاه المعاكس، وهذا عيب فى الطريق يجب ألا يستمر، ويعالج فورا، كما أنه خطأ آخر (مرورى) يحدث كل يوم فى شوارعنا، وأتمنى ألا يمر دون عقاب رادع لمثل هذه الظواهر الغريبة، والشائنة فى شوارعنا، سواء على الطرق الرئيسية، أو داخل المدن والقرى، ويجب أن تصل إلى حد سحب الرخص، بل الحبس، لأن الغرامات، رغم تزايدها، فإنها غير رادعة. أعتقد أن لكل حادثة تأثيرها الذى يعيش ويؤثر، وحادثة أشمون، وكفر السنابسة ليست عادية على الإطلاق، ويجب أن تشمل تغييرا جوهريا فى الرقابة المرورية على شوارعنا، أو المحليات، وإذا كنا نحتاج إلى خبرات جديدة نوعية، بعد تطوير الطرق والشوارع، فلا عيب على الإطلاق فى أن نرسل بعثات للخارج لضباط المرور والمركبات لنعرف كيف ندير ونحمى الطرق من المخالفات، ولا يكفى تحرير المخالفات لردع المخالفين، ولكن يجب إعادة دراسة رخص القيادة، سواء للملاكى أو السائقين، وإجراء الكشف الدورى، وتحليل المخدرات بصورة مفاجئة، ومستمرة، بحيث يتمتع السائق باللياقة النفسية والصحية التى تجعله يقظا فى الطريق ليحمى نفسه، والآخرين. وأخيرا، حادث أشمون وفتيات السنابسة يجعلنا نصرخ بضرورة مراقبة الطرق بحسم بواسطة المحليات، ووزارتى الداخلية والنقل والمواصلات، أما الطريق الإقليمى الدائرى فهو من الطرق المهمة التى تربط مدن الدلتا بمحافظات القناة، حيث يخدم القليوبية، والشرقية، والاسماعيلية، وينتهى فى السويس، ومن يسيرون عليه لهم الكثير من الملاحظات عليه، وعيوبه ظاهرة وكافية للعيون لتتحرك، وتعالج، فهى تبحث عن يد تمتد إليها لإعادة تصحيحها، وتركيب الإضاءة، وكاميرات الرصد، وتوفير خدمات الإسعاف والطوارئ.