نيتانياهو تحت التهديد «1»

الأربعاء 23 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50570
ثمة كلمة يمكن أن تقال هى أن نيتانياهو الذى صار رئيس الوزراء الأطول ولاية فى تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي، والذى حكم الدولة أكثر من مؤسسيها التاريخيين- يصعب عليه القبول بالطرد من الحياة السياسية، فهو، فى نظر نفسه، وربما فى نظر كثيرين آخرين، أحد أنبياء اليمين الجديد فى العالم، وهناك من قرأ وتبنى أفكاره التى عرضها فى كتبه عن السياسة، ومكافحة الإرهاب، والصراع الحضاري.
أعتقد أن إسرائيل تعيش فى مأزِق تاريخى متعدد الأبعاد، والأوجه، وبشكل غير مسبوق، وهو ما انعكسَ فى حجم الاستقطابات، والتعارضات تجاه أهم القضايا التى تعنى الدولة ومستقبلها، وتقريبا بوصول نيتانياهو إلى الحكم بدأت تنتهي، حتى فى صفوف اليمين، بقايا الليبرالية، إلى أن غدت حكومة نيتانياهو الأخيرة عنوان سيطرة هوامش اليمين سابقا على مركز الحياة العامة فى إسرائيل، وفى الطريق إلى الزعامة رفض نيتانياهو كلمة «لا» من أيٍ من مقربيه، وهو ما قاد إلى تمرد أقربهم عليه، وتحولهم إلى ألد أعدائه، رغم عدم تناقضهم معه فى المفاهيم اليمينية، ومن أبرزهم أفيجدور ليبرمان، ونفتالى بينيت، وقاد ليبرمان غواصة نيتانياهو إلى زعامة الليكود، وغدا المدير العام لديوان رئاسة الحكومة، وأمسك بتلابيب الكنيست ووزارات الدولة لمصلحة نيتانياهو، لكن دبّ الخلاف بينهما فأنشأ ليبرمان ضده حزب «إسرائيل بيتنا»، قبل أن يتحول إلى حزب يمينى عمومًا، كذلك فإن نفتالى بينيت، الذى كان من أقرب مستشاريه إليه، سرعان ما خرج من ديوان نيتانياهو ليتحول إلى أحد ألد أعدائه أيضًا، وانضم نفتالى بينيت إلى الصهيونية الدينية ليقودها بالتشارك مع آخرين، لكن معاداة نيتانياهو له دفعته لإنشاء أهم ائتلاف تصدى للأخير بالتعاون مع يائير لبيد زعيم «يوجد مستقبل»، وأفلح بينيت، بعدد قليل من المقاعد فى الكنيست، فى أن يفرض نفسه رئيسًا لحكومة المعارضين لنيتانياهو.
وأخيرا، من الجائز أن مرحلة حكومة بينيت- لبيد، التى بينت أن بوسع إسرائيل أن تعيش من دون نيتانياهو، هى التى دفعت نيتانياهو واليمين المتطرف إلى شن أشد الحملات الدعائية تشويها ضد معارضيهم، مما قاد إلى نجاحهم فى الفوز بأغلبية ضئيلة فى آخر انتخابات، وهى الانتخابات التى أنجبت حكومة نيتانياهو- سموتريتش- بن غفير.. وغدا نكمل الحديث.