الصفقة الوشيكة..!

الأربعاء 14 من محرم 1447 هــ
العدد 50619
نيتانياهو فى ضيافة ترامب للمرة الثالثة فى 6 أشهر.. رئيس الوزراء الإسرائيلى لم يبخل على مضيفه بالإطراء والمدح بما يحب.. لم يحصل سياسي، أو رئيس وزراء، فى تاريخ إسرائيل، منذ إنشائها، على ما حصل عليه نيتانياهو من ترامب، فقد أنقذه مرتين فى حربه ضد إيران (12يوما)، حيث شاركه فى اختتام الحرب، بل فى بداياتها، بالضربة القاضية كالزلزال، والتى وُصفت بـ«الساحقة»، ولم تحدث من قبل، بالطائرات الشبحية، والتى دمرت جواهر البرنامج النووى الإيراني، وفى المرة الثانية مد له اليد لإنهاء الحرب بعد أن حقق ما يريد حتى يتوقف إرهاق الداخل الإسرائيلى كاملا جراء حرب الـ«12» يوما على برنامج الصواريخ الإيراني، بعد أن قضى على الأذرع الإيرانية فى كل الشرق الأوسط، والدول المحيطة به، ولم يبخل الرئيس ترامب فى أن يمد يده السخية إلى نيتانياهو لينقذه داخليا كذلك أمام الرأى العام الإسرائيلي، وحتى فى قضاياه الداخلية (الفساد).. وغيرها، ولم يجد نيتانياهو إلا أن يعطى ترامب نصرا مؤقتا فى غزة، أو ما يعرف بـ«الهدنة» (الصفقة الوشيكة.. الهدنة 60 يوما)، برغم أن الأشقاء فى غزة يعيشون تحت ظلال أكبر كارثة إنسانية، واجتماعية، وسياسية مرت على فلسطين منذ قيام إسرائيل، وهى بالقطع نتيجة ما عُرف بـ«طوفان الأقصي»، وتبعات 7 أكتوبر 2023، وحصيلة حرب العامين. يجب أن نتطلع إلى الصفقة المنتظرة، وندعو الله أن تتم بسلام، ومن دون مفاجآت مخيبة لآمال الغزاويين، خاصة فى الساعات الأخيرة التى ينتظرونها، وهى ليست ستوقف الحرب، أو تنهى احتلال غزة، ولكنها ستوقف الموت الدامى اليومى الذى ارتفعت معدلاته، ولن تفتح الباب، بحيث أصبح لا يحتمل، لإعمار غزة، ولكنها على الأقل ستسمح لوصول المساعدات الغذائية إلى بعض الأهالى من دون أن يقعوا فى مصائد الموت التى نُصبت فى كل أنحاء القطاع. وأخيرا، 60 يوما ستوقف طابور الموتي، والجائعين، والعطشى بعض الشىء.. ستوقف الوحش الذى يدك غزة شارعا شارعا، وبيتا بيتا، وحجرا حجرا، حيث لم يجد نيتانياهو فى يده شيئا يعطيه لترامب إلا هدنة هشة، وضعيفة جدا، وكل الأسئلة والسيناريوهات مفتوحة لما سيحدث بعدها.. دعونا نفرح بالهدنة المؤقتة ولا نفكر فيما بعدها.