جوارديولا..!

الخميس 16 من ذي الحجة 1446 هــ
العدد 50592
يبدو أن فضائح الاحتلال الإسرائيلى لن تنتهى، أقول ذلك بمناسبة احتفاله بسيطرته على القارب الشراعى «مادلين» الذى يقل 12 ناشطا قرروا كسر الحصار البحرى المفروض على قطاع غزة.
إننى أحيى النشطاء (الممثل الأيرلندى ويليام كانينجهام، نجم مسلسل «صراع العروش»، وجريتا تونبرج السويدية وريما حسن الفرنسية من أصل فلسطينى)، فقد حركوا العالم نحو غزة، وصمدوا على قاربهم الثانى حتى وصلوا واختُطفوا أمام أعين العالم من القوات الإسرائيلية بعد أن هاجمت القارب الأول الشهر الماضى.
أعتقد أن هؤلاء الناشطين يقولون للعالم إن الشعوب مازالت فيها بقية من الروح، ولن أقول فيهم إلا ما شرحه بيب جوارديولا، المدرب الإسبانى الشهير لفريق مانشستر سيتى الإنجليزى، الذى انتهز حفل تكريمه من جامعة مانشستر سيتى وقال إنه «متألم لما يحدث فى غزة بشدة، وإن الموقف لا يُحتمل، والأمر لا يتعلق بالأيديولوجية، ومن على صواب ومن على خطأ، بل يتعلق بحب الحياة، والاهتمام بمن حولنا.. لقد شاهدنا أطفالا فى الرابعة والخامسة من عمرهم يموتون تحت القصف، أو فى المستشفيات التى لم تعد موجودة، وقد يظن الكثيرون أن الأمر لا يخصهم»، وتابع جوارديولا، العظيم فى الإنسانية أكثر من عظمته فى الكرة، «كلما رأيت صور الأطفال أتذكر طفلتىّ ماريا وفالنتينا، وأشعر بالرعب الشديد».
إن المدرب العاقل والحكيم يقدم درسا فى الإنسانية، فقد ذكر الرجل قصة تعلمها صغيرا، قائلا إنه يتذكر اشتعال النيران فى غابة وسط خوف الحيوانات، وقد قرر أحد الطيور التحليق سريعا إلى البحر ليحمل قطرات من الماء فى منقاره الصغير ليرشها على الحريق، وحين شاهده الثعبان، ونحن نراه كثيرا (من هاجم سفينة مادلين) قال للطائر إن هذه المياه التى تجلبها لن تفعل شيئا، ليرد الطائر ونحن نقول معه «إننى أقوم بدورى»، وواصل: «الطائر الصغير يعرف أن ما يفعله لن يخمد الحريق، لكنه يقوم بدوره».. كل التحية للقارب «مادلين» وناشطيه وناشطاته، وكل الاحترام لجوارديولا.