2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حرب الإقناع والمفاوضات!

الثلاثاء 21 من ذي الحجة 1446 هــ
العدد 50597
هذه حرب ليست ككل الحروب (1956-1967-1973-1982-2023 والآن 2025).. هذه حرب لا أريد أن أقول يقودها المجانين، كما يصف ترامب للإيرانيين: «بيبى مجنون.. تعالوا إلى المفاوضات»، التى لن تتم تحت التهديد، أو الحرب..

أعتقد أن هذه حرب تحتاج إلى الإقناع والمفاوضات، ولن يستطيع طرف تغيير نظام الحكم لدى طرف آخر مادام الطرفان يخوضان الحرب ليس كمعركة ولكن حالة وجودية، فتصور طرف أنه من الممكن أن يغير الأمر بعيدا عن العقل سيناريو ليس محتملا الآن، والسيناريو الأكثر احتمالا أن يشعل النار فى المنطقة بأكملها، والسيناريو الأقرب للتصور أنه يجر الولايات المتحدة إلى الحرب، وهذا ما يجب أن يتلافاه الرئيس ترامب، لأنه بدلا من أن يكون قد اُنتخب من أجل السلام، ومنع الحروب، فسيجد نفسه فى خِضم لهيب لا يتوقعه، كما أن القضاء على قدرة إيران على صنع الأسلحة النووية ليس بتغيير النظام، أو صنع فوضى إقليمية، بل بالجلوس على طاولة المقاوضات، والغريب، والعجيب أن إسرائيل تطلب من ترامب التدخل لإبادة المشروع النووى، وتطلب طائرات أكبر، وقنابل أثقل وأعمق لاختراق الجبال.

وأخيرا، الاستنزاف بين طهران وإسرائيل لا يضعف البلدين فقط، بل يجعل الشرق الأوسط اكثر اضطرابا من أى وقت مضى، وهو لم يخرج بعد من حرب غزة، وتبعاتها الاقتصادية، والنفسية الثقيلة على كل شعوب المنطقة، كما لا يتصور نيتانياهو بضرباته نحو إيران أنه يخرج من القمقم أشياء مخيفة وثقيلة، فقد تكون حساباته خاطئة تماما، إن لم تكن كل حسابات أمريكا معه بمثل هذه الأخطاء المركبة، لأن إيران بلد كبير (هو الأكبر إقليميا)، ويحده 7 جيران فى آسيا، ولا يعرف نيتانياهو طبيعة حروب آسيا إذا دخل فيها العنصر الدينى مؤثرا، فالبعد الدينى لشعوب آسيا خطير، وقد جربته أمريكا فى أفغانستان وهربت بشكل مشين، فآسيا خطيرة، وقد تكون مؤثرة على الدولة الإسرائيلية كلها إذا دخلت صراعات الشرق الأوسط، خاصة أن إسرائيل مازالت تعادى المنطقة برفضها الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى، وقد تخرج الأمور فى منطقتنا وآسيا عن السيطرة، وساعتها لن يكون الحساب مع نيتانياهو فقط، بل ستكون حربا مدمرة، فانتبهوا جميعا لأنكم تلعبون بنيران عصية على الفهم، ولن يحتملها أحد كثيرا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى