مصر فى «بريكس»

السبت 23 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50363
شكل الحضور المصرى القوى فى «قازان» الروسية بقمة «بريكس» (16)، والأولى التى تضم مصر فيها بعضوية كاملة، نقلة نوعية مميزة لهذا التكتل العالمى الجديد المؤثر، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكلمته التى مثلت تغييرا كبيرا لمستقبل هذا التكتل وأعضائه، بل برنامجا للاستقرار العالمى. لقد التقت مصر خلال «بريكس» فى قمة مميزة بين الرئيس السيسى والرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان، حيث أصبحت إيران عنصرا مؤثرا فى حرب الشرق الأوسط، ولا ننسى أن معركتها أضحت مباشرة مع إسرائيل، بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على حزب الله، فحرب لبنان محورها المقاومة التى تقاتل باسم لبنان وإيران، كما فتحت رسالة الرئيس السيسى الاقتصادية باب الأمل والتغيير لشعوب العالم كله، خاصة تطوير المنظومة الدولية، وإصلاح الهيكل المالى العالمى، وتسوية المعاملات التجارية بالعملات الوطنية لهز هيمنة الدولار واليورو، وهى الهيمنة غير العادلة لشعوبنا، وإصلاح الهيكل المالى للمؤسسات الدولية، وبنوك التنمية متعددة الأطراف، لجعلها أكثر استجابة للاحتياجات الفعلية للدول النامية، وقد فتح الرئيس باب الأمل لشعوبنا للتنمية عبر التركيز على إقامة المشروعات المشتركة فى قطاعات الاقتصاد الرئيسية، كما لخص الرئيس فى خطابه برنامج عمل للمنظمات الجديدة على الصعيدين الاقتصادى والسياسى، بعد أن ظهر بوضوح عجزهما عن التفاعل مع مجتمعاتنا، وليس هناك أبلغ من الكارثة الإنسانية التى تشهدها غزة، والعدوان الإسرائيلي على لبنان، بالرغم من التحذيرات المستمرة من العواقب الوخيمة لهذا الصراع وتوسعه، حيث القصور الدولى لا يقتصر على القضايا السياسية والأمنية، بل يمتد إلى الاقتصاد، وتصاعد أزمات المديونية. ولعلنا نشعر بهذه الثقة فى كلمة الرئيس بوتين الذى ثمن مكانة مصر ورئيسها، فمصر هى الشريك القديم، والموثوق فيه فى المجال السياسى، والتجارى، والاستثمارى، وهكذا عبر زعيما الصين والهند، وكل الشركاء فى «بريكس»، فقد كانت مصر ودورها العالمى حاضرة، ومتألقة على صعيد هذا التجمع العالمى، وكانت رؤيتها فى المشاركة الأولى لها موضع اعتزازنا وفخرنا بمصريتنا، ومكانة بلدنا، وفعالية رئيسنا، فهى لم تكتسب من القمة، ولكنها نتيجة التراكم، والعمل السياسى، والاقتصادى خلال العقد الماضى، وهى ترجمة حقيقية لما اكتسبته مصر على الصعيد العالمى فى السنوات الماضية.