تطلعات لكسر هيمنة الدولار

الأثنين 18 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50358
يترقب العالم قمة «بريكس» التى تبدأ غدا الثلاثاء فى مدينة قازان الروسية وتستمر فعالياتها 3 أيام، بعد أن توسع التجمع وضم 5 دول جديدة هى «مصر، والإمارات، والسعودية، وإثيوبيا، وإيران»، لتنضم إلى الخمسة الكبار المؤسسة (روسيا، والصين، والهند، والبرازيل، وجنوب إفريقيا)، ليصبح عدد أعضاء التجمع 10 دول، يقولون عنها إنها عملاق اقتصادى جديد يواجه تحديات دقيقة، والبعض يصفه بأنه «وُلد ميتا»، رغم أنه بعد التوسع يشغل مساحة ثلث العالم، ويسكنه 45% من سكان العالم، ويوفر 40% من ناتج النفط، وربع الصادرات من السلع. إن هدف «بريكس» هو محاربة هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمى، وطموحاته تحقيق اختراقات كبرى فى التبادل التجارى بالعملات المحلية، وإذا نجح فى الوصول لنصف المعاملات بين بلدانه بالعملة المحلية فسيكون قد استطاع تحقيق اختراق مهم، كما أن بريكس يتطلع لزيادة النمو فى بلدانه، ليصل بحلول عام 2028 إلى ما نسبته 37%، أى أنه يتفوق على اقتصادات الدول السبع الكبرى التى ستنخفض إلى 27%. أعتقد أن مصر، كعادتها، دولة مؤثرة تستطيع التحرك، وتقديم الجديد، وقد طرح الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته المسجلة دور القاهرة فى تشجيع القطاع الخاص، وحل مشكلات المستثمرين من خلال مقترح (إطار) للتعاون بين ممثلى القطاع الخاص، وذلك بعد توحيد، وتبسيط الإجراءات الجمركية لتسهيل التجارة، والتكامل الاقتصادى، والعمل على التعاون فى إدارة الديون الخارجية كعنصر مؤثر فى الاستدامة المالية، لكى يلعب بنك التنمية الجديد دورا فى حل مشكلات دول الجنوب النامية، كما أن التمثيل الجغرافى رفيع المستوى، وواسع النطاق على الساحة الدولية يعطى لهذه المجموعة الاهتمام، خاصة إذا انتهجت سياسة خارجية مستقلة، واستطاعت أن تحل المشكلات العالقة بين دولها، وهى تستطيع دفع المسار بالتدريج عبر إنشاء نظام مالى مستقل بالمجموعة، وإقرار الصيغة الروسية حول دور الدول الشريكة (بريكس بلس)، والاعتماد على التوسع فى العملات المحلية فى التبادل التجارى بين الأعضاء، والذى سيكون مقدمة لكسر هيمنة الدولار على التجارة العالمية، وتطوير نظام مستقل للتسويات المالية، وحل التناقضات بين الدول الأعضاء، والمساعدة فى التحول إلى التجارة الإلكترونية، والذكاء الاصطناعى، ومشروعات النقل الضخمة، فهى مفتاح زيادة نقل البضائع بين القارتين الأوراسية والإفريقية.