2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حظ سعيد لسوريا فى بغداد!

الثلاثاء 22 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50569
الحرص على إنقاذ غزة، وتحجيم سياسة بنيامين نيتانياهو، وأعضاء حكومته المتطرفة، الرامية إلى تهجير الفلسطينيين، وإنهاء قضيتهم، فى أكبر عملية إبادة وتهجير يشهدها الفلسطينيون فى تاريخهم ما بعد 1948 – كان أولوية للقمة العربية فى بغداد، كما نجحت القمة فى طرح قضايا العرب جميعا، وتسليط الضوء على معاناتهم، وكانت القمة الاقتصادية البداية، أو النواة لإقامة تجمع اقتصادى عربى تجارى، واستشارى، حيث رسمت خريطة طريق لتحقيق الاستقرار الإقليمى، وجعلت الضغوط السياسية ترقى لتكون أقرب من استخدام السلاح فى حروب عبثية تصنع الكراهية بين الشعوب، وتبعدنا عن الاستقرار الإقليمى، والتنمية، ولا تحقق أى مصلحة، بل تزيد التطرف والإرهاب.

إن القمم المتتابعة، سواء فى الرياض، أو أبوظبى، أو قطر، أو بغداد، مثلما قمم القاهرة- خلقت قدرة للفريق العربى المناهض للإرهاب والتطرف ليجعل سياساتنا تسود إقليمنا، بل العالم كله، وقد كان للسوريين نصيب كبير فى قمة بغداد، حيث الحضور السورى كان قويا، ومؤثرا للغاية، وإذا كان السوريون نجحوا فى قمم الرياض فى الحصول على إلغاء العقوبات التى اشتدت على السوريين، وكان المقصود بها معاقبة نظام الأسد، ولكن أثرت على عموم السوريين، فإن قمة بغداد طرحت صندوقا لتعافى الدول، وأولاها سوريا، وعرضا باستضافة العراق مؤتمرا لإعادة إعمار سوريا بمساعدة الجامعة العربية، الأمر الذى يجعلنا نقول إن سوريا تتمتع بحظ سعيد ووافر فى كل القمم التى تُعقد.

لقد كانت سوريا الشرع هى الأكثر تدليلاً فى قمة ترامب بالرياض، وكذلك قمة بغداد، لدرجة أنه قيل إن الغرب والشرق معا لم يدللا نظاما، وبسرعة، إلا النظام الحالى فى سوريا، لأهمية دمشق للعرب، بل الشركاء الإقليميين، وأوروبا، فهل تستفيد سوريا الجديدة، وتقيم نظاما للمساواة بين السوريين تحت مظلة الدولة فقط، وتُعلى من قيمة المواطنة حتى لا تقع فريسة للإسرائيليين، أو أى قوة إقليمية أخرى تعرض خدماتها على الأقليات؟.. عموما، حظ سعيد لسوريا والسوريين، وحقيقة نحن سعداء لهم، ونشعر بأنهم فى امتحان تاريخى قاسٍ، فهل يجتازوا الصعاب، والعثرات القاسية التى وُضعت فى مسارهم لتفتيت سوريا وتقسميها؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى