2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

نيتانياهو تحت التهديد «2»

الخميس 24 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50571
لقد أراد بنيامين نيتانياهو، رئيس حكومة الاحتلال المتطرفة، السيطرة التامة، وغير المشروطة، على كل المؤسسات، وتحويلها إلى أدوات لخدمة الزعيم، أو اليمين، وليس العمل لمصلحة دولته المزعومة، وطبعا هذا التوجه استجلب معارضة واسعة داخل المؤسسات، والمجتمع الإسرائيلى، ومع الوقت بدأ الصراع يزداد احتداما عبر تظاهرات، واحتجاجات شقت إسرائيل طولا وعرضا، واعتبر البعض أن هذا الانشقاق، والصراع، كان سببًا رئيسيًّا من أسباب اندفاع «المقاومة» الفلسطينية لتفجير «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر 2023، لكن الحرب وطولها لم يُسهما فى إخماد تلك المعارضة، بل زاداها إلى حد بعيد، وبذلك تبين للجميع أن سد الطريق أمام تسوية سلمية مقبولة إقليميًا ودوليًا لا يضمن الأمن لإسرائيل، كما بيّنت إخفاقات إسرائيل فى الحرب وطول مدتها أن التعامل فقط بالقوة، واستخدام المزيد من القوة، كلما عجزت القوة الأولية عن تحقيق الهدف، لا يضمن النصر.لقد أظهرت استطلاعات الرأى أن أغلبية الإسرائيليين، وأكثرية القادة العسكريين والأمنيين السابقين والحاليين، يؤيدون وقف الحرب، وإبرام صفقة تبادل، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية فى أحداث 7 أكتوبر، وفى الأداء السياسى، والحربى، قبل ذلك وبعده، كما أن سبب تمسك نيتانياهو واليمين برفض وقف الحرب، بل تطوير نظرية الحرب الدائمة كوسيلة للبقاء فى الحكم؛ هو أن وقف الحرب فى نظرهم يعنى هزيمة نيتانياهو ومشروع اليمين السياسى والفكرى، وفى هذا السياق، برزت، وليس فقط فى أواخر الشهر الماضى، دعوة الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوغ للتوصل إلى تسوية توفر صفقة يتم بموجبها وقف ملاحقات قضائية لنيتانياهو مقابل «إقرار بالذنب»، وخروج من الحياة السياسية. أعتقد أن ما سوف يُسقط نيتانياهو هو الصراع داخل اليمين بين مكوناته الحريدية، والدينية، والقومية الفاشية، وهو ما يتبدى حاليًا فى الصراع بين الليكود والحريديم حول قانون التجنيد، وهناك صراع بين حزبىّ سموتريتش وبن غفير على من تكون له الغلبة لدى الناخبين فى الانتخابات المقبلة، وكثير من أنصار اليمين التقليدى صاروا ينفكون عنه باتجاهات أكثر أو أقل تطرفا، كما أن المزاج العام فى إسرائيل تحت حكم نيتانياهو صار أشد تشاؤما، مما يعنى أن الانتخابات المقبلة، وكما توضح استطلاعات الرأى، غير مبشرة لا لنيتانياهو ولا اليمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى