2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

العالم يحاصر إسرائيل

الأحد 2 من صفر 1447 هــ
العدد 50637
حصار، ومجاعة غزة، وقتل أهلها جاء بنتيجة عكس ما أرادت دولة الاحتلال، فقد انقلب السحر على الساحر، حيث الموجة الضارية لحرمان مليونى إنسان من الماء، والغذاء، والدواء «تحت القصف» تنقلب إلى موجة عالمية من الاستنكار، والغضب بسبب صور الأطفال الجوعى، والأمهات الثُكلى، والأسر التى تفتش عن قوت أبنائها وسط الركام، أمام مركز توزيع المساعدات، «أو مصائد الموت»، فقد حركت العالم، وسوف تكتشف إسرائيل جريمتها، وستدفع ثمنها كاملة.

لقد حاصرت إسرائيل نفسها، وصنعت أكبر استعراض للكراهية فى التاريخ «منذ نشأتها»، ويكفى أن 25 دولة من الحجم الكبير «على رأسها فرنسا وإنجلترا وألمانيا وكندا» خرجت ببيانات تطالب بوقف الحرب، وأكثر من 100 منظمة عالمية تندد بالأوضاع فى غزة، وأعتقد أن العالم كله الآن يقف ضد إسرائيل، وتعاملها غير الإنسانى فى حق الفلسطينيين، واكتشف كل الأوجه القبيحة الكامنة فى عنصرية هذه الدولة، فالحرب التى تقترب كم عامها الثالث، وأطلقتها إسرائيل لإبادة الفلسطينيين، وسرقة أراضيهم جعلتها فى مواجهة العالم.. مواجهة مع دول كانت محسوبة عليها، بل من منشئيها، وداعميها «إنجلترا صاحبة بلفور، وفرنسا صاحبة البرنامج النووى الإسرائيلى، وألمانيا التى غذّت إسرائيل بالأموال تعويضا عن الهولوكوست.. كل هذه الدول الآن تواجهها، وتقف ضدها»، فقد نضج العالم بسبب حرب الإبادة، والقتل العلنى، حيث المقتلة الإسرائيلية المتجردة من كل القيم، والتى تتملكها كل نوازع الكراهية، جعلتها تقتل، وتبيد الأطفال الذين يقفون فى طابور الطعام والمساعدات يطلبون الماء والخبز.. تواجههم إسرائيل بالرصاص وهم هياكل عظمية ذهبت لتأخذ خبزا فتقتلهم إسرائيل، بل يقف وزير دفاعها ليأخذ صورة معهم!.. لقد أصبحت مصائد الموت منقولة أمام العالم، وستدفع ثمنها، ليس إسرائيل وحدها، ولكن اليهودية العالمية هى الأخرى أصبحت فى وضع ستتبرأ فيه من دولة الاحتلال.

وأخيرا، لقد أمسكنا بالجريمة الإسرائيلية الكاملة، وسنجعلها تُدَّوى فى أنحاء العالم، وبين الناس، حتى نحافظ على ما تبقى من حياة الإنسان فى عالمنا المعاصر، حيث أكبر مجازر التاريخ شهدناها، وكتبها نيتانياهو على الفلسطينيين فى غزة لكى تنتبه البشرية لما خُطط لها من المتوحشين فى عالمنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى