2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

نيتانياهو يحارب إسرائيل..!

الثلاثاء 25 من رمضان 1446 هــ
العدد 50513
اتفق قادة المعارضة فى دولة الاحتلال الإسرائيلى على أن رئيس الحكومة بنيامين نيتانياهو أعلن «الحرب على إسرائيل أيضا» بإقالاته التى قام بها، وآخرها إقالة رئيس الشاباك، والمستشارة القضائية للحكومة، كما وصفته المعارضة بأنه «المتهم الذى يقيل المحقق» لأنه يضع مصالحه الشخصية فوق مصلحة إسرائيل، وأمنها بشكل مخزٍ، بل تعتبره المعارضة المسئول الأول عن كارثة السابع من أكتوبر. إننا إذا نظرنا إلى الداخل الإسرائيلى بعمق فسنجد أن هناك اعتقادا أصبح شبه سائد بأن نيتانياهو، الذى تولى الحكومة 6 مرات، يمثل خطرا محققا على الديمقراطية الإسرائيلية، خاصة بعد أن تسبب قراره الأخير (استئناف الحرب، وقصف القطاع الفلسطينى، رغم وجود 59 أسيرا) فى تأجيج غضب المتظاهرين الذين يتهمون الحكومة بالإصرار على مواصلة الحرب، وتهديد حياتهم، وحياة ذويهم، وهذا ما يؤكده الكاتب زيفى بارئيل فى مقال نُشر له فى صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بقوله إن «المواطنين الإسرائيليين انضموا إلى مئات الملايين حول العالم الذين يرزحون تحت واقع مماثل»، ويضيف أن هذا الأمر لا يقتصر فقط على «دول العالم العربى»، حيث يشمل ما يعرف بـ«العالم الغربى»، حيث تهجر الناس بلادها التى دُمرت فى الحروب بحثا عن مكان أفضل لتنشئة أبنائهم، وبدء حياة جديدة، بينما يستمر البعض بالعيش محصورين داخل بلادهم فى «قفص من التوتر، والقمع، والإحباط». كما أننا إذا نظرنا إلى المشهد الآن بمنظور أحادى فسوف نخرج بنتائج خاطئة، فنحن نرى بحكم المتابعة المستمرة حجم الدمار الهائل الذى لحق بغزة، وإسقاط الآلاف من الشهداء والمصابين، ووضع القضية الفلسطينية كلها على المحك، لكن ينبغى أن ننظر بعدسة مكبرة أيضا على الواقع الإسرائيلى بعد هذه الحرب الضارية، فقد يرى البعض أن إسرائيل حققت إنجازات معينة، لكن التأثير الحقيقى سيظل بمثابة هزة أرضية عنيفة ستدفع إسرائيل ثمنها غاليا على مدى العقدين المقبلين، بسبب زيادة الانقسام الداخلى بين اليمين واليسار، والعلمانيين والدينيين، وأيضا انكشاف أزمة القوى البشرية فى الجيش الإسرائيلى نتيجة الحرب الطويلة، وتفاقم الصراع مع القطاعات المتشددة التى ترفض التجنيد، فصحيفة هاآرتس تكشف عن أن نحو 50% من الجنود لا يلبون أوامر الاستدعاء للجيش، تعبيرا عن رفضهم سياسة نيتانياهو، وإصراره على هذه الحرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى