2022حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مع عودة الوعى

الأربعاء 29 من ذي القعدة 1443 هــ
العدد 49513
معا كل يوم من جديد.. عودة بعد غياب، ليست أول مرة أكتبها، فقد كانت تجربتى معها فى نهايات مارس ٢٠١١، فى عز الاضطرابات التى شملت مصر عقب يناير ٢٠١١ ، وانتقالى مهنيا بعد سنوات طويلة (٦ سنوات رئيسا لتحرير الأهرام، و ٩ سنوات فى مجلة الأهرام العربي) إلى صفحات الرأى، إلا أن أحد الزملاء، وله، أو عليه، هذا الحق، رأى أنه لحماية الثورة حرمان زميله من الكتابة.. وجدت لحظتها أن أشد البأس ليس عادة من الحكومات، أو الرقابة التى تعصف بالأقلام، بل من الزملاء كذلك، وتوقف هذا المقال لسنوات بقرار صحفى، وليس رقابيا، إلى أن عادت مصر مع عودة الوعى للجميع، وإدراكهم أن انتعاش الوطن بمشاركة أبنائه، خاصة أصحاب الخبرات، والتجارب المتنوعة.

أستهل بشعورى بالتقدير لـإدارة التحرير فى الأهرام، ورئيسها الخلوق علاء ثابت، وإدارة الأهرام، ورئيسها الأمين عبد المحسن سلامة، وأستبشر بالعودة إلى هذه الزاوية فى مناخ يسود بلدنا بعد أن تعافى، أو يتعافى، من الآثار السلبية التى نجمت عما شمل مصر طوال العقد الثانى من القرن الحالى، الذى أرى بشائره بـالحوار الوطنى الخلاّق، الذى يدور الآن، والذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى تحت شعار «إن الخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية».

ومع شعورى بالهيبة، وصعوبة ما أنا مُقدم عليه، لم تشفع لى ٥٠ عاما، أو أكثر، فى بلاط صاحبة الجلالة فى كل أقسامها، من الحوادث، إلى الاقتصاد، إلى السياسة بمختلف أقسامها، عربيا ودوليا، ودراسات متنوعة فى جامعات عديدة أكملت بها احتياجاتى للتواصل مع القراء الأعزاء، خاصة فى مناخ مهنى دقيق، وحساس، وقارئ صعب المراس، ومُركّب، أصبح مشاركا فى الإنتاج، والتأليف الصحفى، وليس بالمتابعة فقط.

أرى أن مهنتنا الصحافة، والكتابة عموما، رغم صعوبة ما تلاقيه، فهى دائما ما تدفع أثمانا غالية فى أى متغيرات، اقتصادية، أو اجتماعية تلم بالبلاد، فهى تقف كعنصر مكون رئيسى للإنسان، والمنتجات، ومن دونها يفقد الإنسان تكيفه مع مجتمعه، ويفقد المنتج أيا كان سلعيا، أو خدميا، عنصرا رئيسيا من مكونات إنتاجه، حتى يصل إلى مستهلكه. ستكون، أو ستعود إلى المقدمة حتما من جديد، خاصة مع التغيرات التى يجب أن تطرأ على محتواها، بعد غزارة الإنتاج، وتنوعه، وتدفقه.

وتخلصا من هذه المهابة عدت إلى صفحات الأهرام، وبلاط الكبار أصحاب الأعمدة، حتى أتعود، وأتكيف، وآخذ العبر، والدروس من تاريخنا المهنى العريق فى عالم أعمدة الصحافة، ورغم أهمية، وبراعة، وجمال كل ما تنشره الأهرام، وعمق كل ما كُتب عبر تاريخها الطويل، والعريق، فقد استخلصت تعسفا ٥ أعمدة أحببتها، وأعتبرها قاموسا، أو جواز العبور، أو أستأذن منها، سوف أبدأها غدا مع فاكهة الصحافة، وفيلسوفها المبدع، ثم مع حكمائها السادة أصحاب الأقلام الباقية، ثم أعود معكم، ولكم، مع ما يحدث، ويدور الأمس، واليوم، وغدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى