ترامب.. والعالم.. والبابا الجديد

الخميس 10 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50557
كان أول من تدخل فى انتخابات البابا الجديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى رسالة علنية، عندما مازح الصحفيين، عقب عودته من جنازة البابا الراحل فرنسيس فى روما أنه: «يفضل أن يكون بابا روما بديلا عن الرئيس الأمريكى»، وأعقب ذلك بصورة نادرة له وهو يرتدى ملابس البابا البيضاء ونشرها على صفحته، وعندما استشعر أن الصورة أُخذت عليه، فقد استاء الكرادلة، خاصة ممثلهم فى نيويورك، واعتبروها مسيئة، حيث قال: «آمل ألا يكون الرئيس هو من فعلها»، وكعادة ترامب تنصل منها، ودافع عنها فى الوقت نفسه، مشيرا إلى أنها «أغضبت الصحفيين وليس الكاثوليك»!، وعندما حاول نائبه دى فانس (الكاثوليكى) الدفاع عنه لم يكن مقنعا!

عموما العالم ينتظر خليفة البابا فرنسيس الذى بدأت أمس الأربعاء عملية انتخابه فى كنيسة سيستينا (عيون 1.4 مليار كاثوليكى فى العالم، بل كل المسيحيين، ينتظرون بابا الفاتيكان)، وهى عملية انتخابية معقدة تعود جذورها للعصور الوسطى، وتحيطها السرية، والكثيرون، ونحن منهم فى الشرق، يريدون بابا مثل الأرجنتينى الراحل فرنسيس الذى لم ينس أطفال غزة، ضحايا العدوان الإسرائيلى، فى وصيته، الذين أرسلوا إليهم سيارته الخاصة المجهزة طبيا لتتنقل بالخدمة الصحية للبؤساء من أطفال غزة.

مستقبل الكنيسة بين أيدى الكرادلة المحافظين والتيار الغالب إصلاحى اختارهم فرنسيس الذى برحيله يفتح مرحلة جديدة، ومعقدة، ومضطربة أمام الكنيسة فى عالم يتغير بسرعة، وحاول الحبر الأعظم أن يشق طريقا ويصلح الكنيسة، وكان يريد أن يكون مثل المسيح محبا للمهاجرين، والفقراء، ومتسامحا مع الأديان الأخرى، ومشددا على التعاليم الإنجيلية، ورافضا النظام الرأسمالى الجامح، فلننتظر الدخان الأبيض ليحمل لنا فرنسيس الثانى الذى أحبه المؤمنون، وكذلك غير المؤمنين، وكانوا يرونه سوبر مان، ورسموا صورته كذلك على جداريات الفاتيكان، ولكن المتغيرات قد تحمل مرشحا توافقيا، وقد يطول انتخابه (العلم عند الكرادلة) وقد حُبسوا فى قاعة الأديان، وفوقهم تحفة مايكل أنجلو، وتحوطهم صورة المسيح، وأُبعدوا عن العالم لينتخبوا من يجلس على كرسى القديس الحوارى.. لينتخبوا مرقس الرسول ليهدى العالم إلى الأديان، وينشر السلام والمحبة.