2022حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ثورة يوليو (١)

السبت 24 من ذي الحجة 1443 هــ
العدد 49537
اليوم مختلف، فيه تعارفنا، منذ ٧٠ عاما، على حاضر، ومستقبل مصر، اليوم «عيد الجمهورية»، اليوم هو «اليوم الوطنى» لبلدنا.

كل مصرى ومصرية يعتز فى ضميره بهذا الحدث، بهذا النصر، حيث تحركت طليعة الجيش، وفيها رؤساء مصر القادمون، (محمد نجيب، وجمال عبدالناصر، وأنور السادات).)

لم يصنع «الثورة» الضباط الأحرار وحدهم، لكن كل الجيش، حتى الذين لم يتحركوا معهم تضامنوا، ووافقوا على التحرك، فلم تسقط نقطة دماء واحدة، ولم تجر معارك حول الثورة، حتى الملك الراحل فاروق شعر بأنه لم يعد مستحقا أن يجلس على العرش، وأن البلد الذى حكمه أجداده ما يقرب من ١٥٠ عاما يحتاج إلى حدث جلل، وأشخاص جدد للحكم، فسلم السلطة بلا مقاومة.

تطلع الجميع إلى الوطن، إلى الجمهورية، وهم يشعرون فيها، أو لا يشعرون، بأن الجميع متساوون، فقد أرادوا إسقاط الطبقية، والتمييز.

إن أى تحرك عظيم ينجح يحتاج إلى مستويين لصنعه، العقلين معا، (العقل الواعى)، و(الباطن) إذا كان ضمير المجتمع هو من يتحرك، هو صانع الحدث، وكان هذا الضمير مقتنعا، ومتفقا على أن مصر تستحق نظاما أفضل، تتخلص من قصر ينافس الأحزاب، وطبقة سياسية انشغلت بالسلطة وتركت العمل لبناء الوطن، وملك، أو عرش، يسعى للشعبوية، والنجومية مع زعماء الأحزاب، لدرجة أنه يسعى للحروب، ويقدم الجيش لقمة سائغة للعدو ليُهزم بلا تجهيز، وإعداد، لأنها حرب بلا هدف، أو تخطيط. أعتقد أن انتصار حركة الجيش، والتفاف الجماهير حولها لتصبح ثورة صنعها الجيش، ورعاها الشعب؛ يعنى وحدة الهدف، واتفاقه، وهذا ما حدث فى مصر منذ ٧٠ عاما، فقد كانت الجماهير تتحرك بوعى، وبلا وعى أحيانا كثيرة، مع بطلها ناصر.

وللحديث بقية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى