2022حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مصر وأمريكا من جديد

الأحد 24 من جمادي الأولى 1444 هــ
العدد 49685
كل من تابع القمة الإفريقية – الأمريكية لاحظ بدقة الدور الفاعل الذى تلعبه مصر على الصعيد القارى، الأمر الذى جعل أمريكا تتفهم احتياجات الأفارقة بدقة، وهذا ما أشرت إليه أمس، فقد وُظِفت القدرات الرئاسية المصرية للرئيس عبدالفتاح السيسى فى شرم الشيخ أولا، وواشنطن ثانيا لكى تدرك أمريكا المشكلات الملتهبة قاريا، وعالميا.

وللخبرات المصرية دور بارز فى جعل التنافس العالمى (الأمريكى، الصينى، الروسى، والأوروبى) فى مصلحة القارة التى تحتاج إلى العمق فى تفهم ظروفها، واحتياجاتها، وإلى كل جهد دولى لإدماج القارة المحرومة، واقتصادها، وسياساتها فى الاقتصاد، والسياسة العالمية، رغم التناقضات، واختلاف الرؤى، أو تصادمها إلى حد كبير، فهى توليفة اكتسبتها مصر، ودبلوماسيتها، حيث تتعامل مع هذه القوى المتصادمة عبر عقود، وخبرة متراكمة.

ما يعنينى أنه على ضوء قمة نهاية عام 2022 أن علاقة مصر وأمريكا عادت من جديد قوية، سواء فى علاقاتهما السياسية، والاقتصادية، أو العسكرية، حيث دخلت مرحلة أكثر تقدما، ولكنها من جانب الأمريكيين الذين أعادوا التزامهم بدعم الشراكة الإستراتيجية مع مصر فى مختلف المجالات، كما أعاد الأمريكيون احترامهم، وتأكيد الحل الدبلوماسى لموضوع سد النهضة الذى يشغل مصر كاملة، بما يحفظ حقوقها التاريخية، وأهمية النيل لشعبها، ويحقق مصالح الجميع.

زيارة الرئيس السيسى أمريكا، رغم أنها كانت زيارة لحضور قمة جماعية للزعماء الأفارقة، فإنها تحولت – لأهمية مصر السياسية، والأمنية فى الشرق الأوسط، والقارة الإفريقية، وقوة مصر الداخلية – إلى زيارة ثنائية لدعم، وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث التقى فيها الرئيس كل القوى السياسية على المسرح الأمريكى، وهو يؤكد ما سبق أن ذكرته من أن الحوار الإستراتيجى الذى جرى فى 8 و9 نوفمبر2021 ستصاحبه تغييرات مستقبلية فى طبيعة العلاقات المصرية – الأمريكية، لأن العالم، والأمريكيين فى مقدمته، لم يعد ينظر لمصر كموقع إستراتيجى مهم فى الشرق الأوسط فقط، لأن الموقع تغير، وازداد بطول وعرض مساحة مصر (مليون كيلومتر مربع) والتى حافظت على سياستها المعتدلة، والقوية، وأثبتت أنها الأكثر عمقا فى علاقاتها القارية (إفريقيا)، والإقليمية، والعالمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى