انتخابات العراق «1»

الأحد 27 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50574
ما إن انتهت القمة العربية التى كانت مهمة للعراقيين أكثر من أى طرف عربى آخر، باعتبارهم الدولة المضيفة، ورئاسة القمة فى بلادهم، والتى استطاع محمد شياع السودانى، رئيس الوزراء، شرحها للعراقيين، مُظهرا أهمية دورهم العربى ـ حتى انتقل السودانى سريعا إلى دوره، وخطابه المهم فى الشارع العراقى، الذى ركز على اهتماماته المباشرة، والذى يهتم بحياة الإنسان أولا، والتنمية والاقتصاد ثانيا، والتوازن فى علاقاته غربا وشرقا.
لقد استطاع رئيس الوزراء العراقى تلافى الأصوات التى حاولت إظهار عدم حضور بعض الزعماء، والقادة العرب للقمة لفشلها ـ بأهمية القرارات التى صدرت، والدور المستقبلى، وكان مظهرا مهما ظهور ائتلافات، وقوى سياسية جديدة فى المشهد الانتخابى، أهمها ائتلاف «الإعمار والتنمية» بزعامة السودانى وإياد علاوى، أول رئيس وزراء سابق، بالإضافة إلى الائتلافات التقليدية (دولة القانون) نورى المالكى، و(قوى الدولة) عمار الحكيم، والكتلة التى لم تترشح بعد، ولم تتفجر (صادقون) التى تنتمى لتيار «عصائب أهل الحق»، والائتلافات السنية يعود إليها محمد الحلبوسى، رئيس البرلمان السابق، بعد براءته من تهمة تزوير الشهادات، وينافس تيار «تحالف السيادة» الذى يرأسه خميس الخنجر، أما الأكراد فأحزابهم معروفة، رغم ظهور، ومشاركة تيارات جديدة. أعتقد أن انتخابات العراق مهمة، ليس لهم وحدهم، ولكن للمنطقة، إن لم تكن للعالم، حيث الكل يراقبها هذه المرة بدقة، بل إن الشارع العراقى يعطى لها اهتماما، خاصة أن نسبة المشاركة سوف تزداد، فهناك بينهم من يشعر ببارقة أمل فى التغيير، حيث صنعت الحكومة طقسا للاهتمام بالخدمات، وحياة الناس (الحس الطائفى تقلص بل اختفى جدا) ، وقد استمتعت جدا بحديث الخبير الدولى فى شئون الانتخابات، القاضى قاسم العبودى، عن رؤيته لواقع وآفاق التجربة الانتخابية فى العراق.
وأخيرا، فإن انتخابات العراق من يفوز بها ليس من الضرورى أن يصبح رئيسا للوزراء (الذى من الضرورى أن يحصل على توافق الشيعة، والسنة، والأكراد معا)، بفضل نظام «المحاصصة الحزبية التوافقية»، وكل التوقعات تشير إلى أن السودانى سيفوز فى الانتخابات بالأكثرية الشيعية، والمهم أن الشارع العراقى مهتم هذه المرة بهذه الانتخابات، فانتظروها فى 11 نوفمبر المقبل.. وغدا نكمل الحديث.