2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

كيلانى والعنانى.. خيط رفيع!

الأثنين 8 من رجب 1444 هــ
العدد 49728
فى معرض القاهرة الدولى للكتاب كان للطفل المصرى، والعربى اهتمام كبير تمثل فى اختيار كامل كيلانى – رائد كتابة أدب الأطفال فى أوائل القرن العشرين، والذى ولد فى القرن الـ ١٩ بالقاهرة فى ١٨٩٧، ورحل عام ١٩٥٩ عن عمر ٦٣ عاما – شخصية المعرض هذا العام.

أدرك كامل كيلانى بثقافته الدينية، وحفظه القرآن الكريم أن الثقافة الإسلامية ترنو إلى إنسان كامل، وصحيح، وهذا لن يتم دون رعاية الأطفال، والاهتمام باحتياجاتهم، وبنائهم الثقافى، فما كان منه إلا أن اعتمد منهجا متميزا، وأسلوبا عبقريا فى كتابته أدب الأطفال، ومن هنا كان نزوعه إلى تعليم أطفالنا اللغة العربية الفصحى، ولم يُغرِق، مثل كُتاب هذا العصر، فى الأعمال القصصية المترجمة، بل اعتمد أسلوب المعرفة، حيث يكتب ليكتسب الطفل العربى كل ثقافات العالم الفارسية، والصينية، والهندية.. وغيرها، ولم ينس الآداب العربية، وتمثلت مصادره فى الأساطير، والأدب العالمى، والشعبى.

اختيار كامل كيلانى شخصية المعرض هذا العام رسالة قيِّمة، لأنه كما كتب للطفل قدم كثيرا من النصائح التى وجهها لمن يحبون الأطفال، ويَنزِعون إلى الكتابة لهم، وعنهم، ويعلمون الوالدين، والأسرة كيفية تربية أطفالها، وإكسابهم الصحة النفسية، والعاطفية، وتنمية ملكة التذوق، وحب المعرفة.

وكما تذكرت كامل كيلانى، واهتمامه بالطفل، تقافز إلى ذهنى رحيل زميلتنا الصحفية الفاضلة سلوى العنانى بعد رحلة قاسية مع المرض، فهى الأخرى رائدة الكتابة للأطفال فى صحيفة الأهرام التى ظلت فيها صاحبة لقاء الأصدقاء وكأنه صندوقها السحرى، وبوتقة فكرها العالمى، وسمو تفكيرها الإنسانى، والذى حمل شفرتها الصحفية لقراء الأهرام، حيث فتحت طاقة كبيرة للأطفال من خلال فانوسها السحرى ليطل منها الأطفال على الصحف، وحملت خلال رحلتها الصحفية (منذ عام ١٩٨٠ حتى رحيلها فى ٢٠٢٣ عن ٧٦ عاما) هموم الأطفال، واحتياجاتهم، ورغم الأزمة الطاحنة التى يمر بها أدب الأطفال ظلت سلوى العنانى تنتج لهم وكأنها حملت على كتفيها مسئولية اجتماعية، وإنسانية تقدم كل جميل للأطفال، ولهذا فإن سلوى العنانى تستحق منا رسالة حب، وتقدير، واحترام لعطائها الصحفى، والإنسانى المتميز – رحمها الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى