رجب البنا!

الأثنين 4 من شوال 1444 هــ
العدد 49812
سؤال مهم كان محور كتاب: لماذا تخلف المسلمون؟!, الذى اخترته للقراءة فى شهر رمضان الكريم، والتفكير حوله للمفكر، والكاتب الصحفى، والأهرامى المميز، الأستاذ رجب البنا، أحد عمالقة المهنة الكبار الذين كنا نرنو إليهم فى شبابنا فى الأهرام لنتعلم منهم أصول الفكر، والمعرفة، وأساليب العمل الاحترافى، ومحبة الوطن بالهدوء، ومحاولة استبصار الحقيقة، والبعد عن الإثارة. فى الكتاب يطرح الأستاذ رجب البنا عدة مقالات، وأفكار شغلت الأمة الإسلامية، والأساتذة الكبار لفهم أسباب التخلف، والتقدم، وصفحات الأهرام ناطقة بهذا الهدف النبيل، والحى، ويقدم اجتهادات للحاق بركب التقدم فى تنوع رائع، وفريد، قبل أن تضيع على المسلمين الفرصة، ولا يتبقى لهم إلا البكاء على زمن مضى كانوا فيه صناع الحضارة، بينما أوروبا كانت تغوص فى غياهب الظلمات، ولعل أهم سؤال طرحه الأستاذ البنا كان هو: هل مازالت الفرصة سانحة أمام المسلمين للعودة إلى سابق مجدهم وهم الذين كانوا مشاعل النور التى بددت عصور التخلف وصولا إلى أوروبا؟!.
إننى أعتبر الكتاب ( ١٨٠ صفحة) بمثابة صيحة تحذير أتمنى أن تجد استجابة، وقد خرجتُ منه بمجموعة مخاوف تنتظرنا، ولكنها لا تبعد كثيرا عن الآية القرآنية التى تعتبر روح هذا الكتاب: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وإذا توقفنا بروية، وتفحص أمام الكتاب فسنجده قدم أسباب التخلف، وكيف يجب أن نتخلص منها مثل الصينيين الذين هزموا التخلف، ووضعوا بلادهم أمام أفق جديد، وإذا كانت أرض الصين هى الأرض الطيبة، فإن المسلمين، وبلادهم، وأرضهم أكثر طيبة، وقادرون، ويملكون إمكانات، وثروات، وعقولا، وشبابا، مما يجعل التقدم الحضارى ممكنا، شريطة أن نتخلص من أسباب التخلف التى جمدت مسيرتنا. الكتاب قيِّم، ودقيق، وهو ممهور بعقلية الصحفى المدقق، والأسلوب الذى يحترم القلم، والفكر معا، ويضع القارئ المستنير أمام كل أسباب التخلف الحضارى، وقد وضع لنا الأستاذ رجب البنا خريطة طريق لنتمكن من تجاوز هذا التخلف، فشكرا الأستاذ رجب البنا الذى نعود إليك لنعرف أن هناك مسارا صحيحا للتقدم، وصناعة المتفوقين.