2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

المشهد اللبنانى..!

الخميس 4 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49871
حتى لو استطاع لبنان، بشق الأنفس، أو اتفاقيات خارجية إقليمية، أو عالمية، اختيار رئيس الجمهورية (المنصب الشاغر منذ أشهر عقب انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون)- فإن الشرخ السياسى بين اللبنانيين، وطبقاتهم السياسية، سوف يزداد اتساعا، ولن يكون الرئيس قادرا على تقديم حلول سياسية، واقتصادية لمستقبل لبنان، فهم يحتاجون إلى «إسعاف» اقتصادى، بل إن السياسى يجب أن يكون مرهونا باحتياجات الشارع العاجلة، وسيكون من السابق لأوانه أن يُحدثهم عن عيوب الدستور الراهن (الصادر منذ أكثر من ٨٠ عاما)، وضرورة التخلص من النظام الطائفى، وأن يتكيف لبنان مع وضعه الإقليمى، ولا يكون دوما ضحية مستمرة للصراعات الإقليمية، وغير بعيد عن الحرب الأهلية التى اشتعلت فى جنباته ١٥ عاما منذ منتصف السبعينيات إلى الثمانينيات من القرن الماضى.

إن الاقتصاد اللبنانى، وحياة الناس هناك فى خطر، والسياسيين بطبقاتهم المختلفة، ينتظرون حلولا عاجلة، ولذلك كان عجيبا على التركيبة السياسية الراهنة أن تتجه إلى الانتخابات فى غياب التيار الرئيس (السُنة)، فمنذ إخراج سعد الحريرى، زعيم هذا التيار، الذى يمثل ٣٠٪ من اللبنانيين، حدث اختلال فى التوازن الطائفى بين التيارات الثلاثة (الموارنة) للجمهورية، و(الشيعة) للبرلمان، و(الحكومة) للسنة،

وإغفال الزعامة السنية كان مؤشرا على عدم قدرة التوليفة الحالية على مجابهة حل حازم لانتخاب الرئيس، والخروج من حالة التأزم السياسى، كما أن شعب لبنان يحتاج الى أن يخرج من حالته الراهنة الصعبة بتركيبته القديمة، ولكن عليه أن يفكر فى صيغة جديدة للتعايش بين الطوائف فى القرن الحادى والعشرين.. صيغة المواطنة والمساواة، وليس سيطرة طبقات، وطوائف بعينها، حتى يظل نقطة إشراق للتعايش بين الأديان والطوائف، ونموذجا يجمع بين حداثة الغرب، وحلاوة الشرق.

أعتقد أن حق اللبنانيين علينا أن نساعدهم فى حل الأزمة، لأنهم ضحية انهيار المشرق العربى، والشام الكبير، وإذا كانت صيحة القرن العشرين ارفعوا أيديكم عن لبنان، فإن صيحة القرن الحادى والعشرين انقذوا لبنان وصبغته، لأن هذا حقه، بل إننا لا نستطيع فى الشرق العربى كله أن نعيش لنرى سقوط لبنان، وضياع مستقبله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى