2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الهند.. والأ‏جندة العالمية الجديدة (2)

الأثنين 8 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49875
زيارة ناريندرا مودى، رئيس الوزراء الهندى، مصر، على مدى اليومين الماضيين، ليست فقط من الزيارات الإستراتيجية، فقد وصلت العلاقات بين البلدين إلى مرحلة يمكن أن نطلق عليها «الاستشرافية»، نظرا لموقع مصر الإستراتيجى كمركز للإنتاج، وإعادة التصدير، كما أن هذه الزيارة تُعد بمثابة دراسة حالة للشكل المستقبلى للدور الجديد للبلدين، وترجمة لعلاقاتهما التاريخية القديمة، ولذلك فإن هدف التصنيع المشترك بين الدولتين سيتحقق، ولعلنا نشير إلى خط “المقايضة” الذى سيسمح بأن تتم المشتريات بين البلدين بـ«الروبية» الهندية، لنحصل على احتياجاتنا من القمح، وتحصل الهند على الأسمدة والغاز المصريين، ويهزم البلدان الكبيران سيطرة نقص العملة الأجنبية من خلال التعامل بالعملات المحلية، وهو تطور اقتصادى مدهش، ومذهل بين مصر والهند. 

إن الهند تتمتع بمكانة مهمة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والبلدان يسطران معا أسمى معانى التعاون فى المجالات المتعددة، والإنتاج المشترك.

أعتقد أن الهند وقوى إقليمية عديدة فى الشرق الأوسط، لعل مصر أبرزها، ودول الخليج (السعودية، والإمارات، وقطر)، سيكون لها أدوار متنوعة على خريطة أمريكا، والصين اللتين تحاولان الوصول إلى الاحترام المتبادل، ومحاصرة التأكيدات السلبية البادية بينهما (زيارة أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، مؤخرا لبكين نموذج لذلك)، فالبلدان يحاولان استكشاف الدوافع الخفية لديهما، وعموما، فإن المرحلة الحالية بين القوتين العظميين يكتنفها الغموض أكثر من الوضوح، لكن الظروف تغيرت، وأمريكا تدرك أنها لم تعد صاحبة اليد الطولى، وشكل العلاقات بينهما سيتحدد فى ضوء التطورات، والمتغيرات العديدة، فأمريكا، كقوة عظمى أولى عالميا، ستكون بعيدة عن أى تخريب لمكانة الصين، وهما فى العموم دخلا مرحلة جديدة لإعادة الثقة بينهما، والهند، ومصر، ودول الخليج ستكون قادرة على اللعب معهما بالتعاون الإقليمى الجاد، والبارز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى