2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

رسائل «القاهرة» للسلام

الأحد 7 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 49993
ما يحدث فى غزة منذ 7 أكتوبر هو أخطر الأحداث التى مرت على المنطقة، أو ستمر، فى هذا القرن الحالى الذى لا يصلح فيه ترك زمام القيادة فى الشرق الأوسط، والعالم العربى للمتطرفين، والإرهابيين، ومن على شاكلتهم، يقررون مصيرها، ومستقبلها، والذين يحاولون أن يأخذوا القضية الفلسطينية رهينة للتحكم فى المنطقة، والعالم العربى كله.

لكن مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمسكت بدفة القرار، وزمام المبادرة بشجاعة، وثبات، وحسم سيحسبه التاريخ لرئيسنا، ولقيادته الحكيمة كزعيم شعبى وسياسى يشار له بالبنان، وكان التحرك بميزان حساس، ودقيق للغاية فى اللقاءات السياسية التى حدثت مع الأمريكيين، والأوروبيين الذين تدافعوا إلى إسرائيل، وزعيمها بنيامين نيتانياهو، بلا وعى، أو تفكير، يعلنون الولاء، والتأييد المطلق الذى اعتدناه، ونعرفه عنهم فى تاريخنا، وفى علاقاتنا معهم طوال القرن الماضى، منذ تفجرت القضية الفلسطينية، وظهور إسرائيل، وخلقها المعاناة، والتهجير للفلسطينيين مربط البحث، ومناط الرؤية، والتفكير فى هذا الصراع المرير.

لقد كشفت مصر والأردن النية الإسرائيلية للعقاب الجماعى، والحرب الهمجية الهيستيرية فى قطاع غزة التى تريد أن تقوم بتهجير، وعمل «ترانسفير» جديد للفلسطينيين ( 2٫5 مليون فلسطينى فى غزة، وعدد مماثل فى الضفة) لتصفية قضية فلسطين، وإعادة الاحتلال، إلا أن شجاعة التحرك المصرى فى هذه الساعات أسفرت عن مؤتمر القاهرة للسلام، كتحرك سياسى نأمل أن يكون رسالة جديدة للعالم، تؤكد، وتعيد الوعى، والتذكير للإسرائيليين، والغربيين عموما، وتحديدا الأمريكيين، والدول العظمى، أن الصراع هذه المرة يختلف، وهناك علاقات عربية- إسرائيلية، وهناك رغبة عربية محددة للسلام، والاستقرار الإقليمى، بل إن هناك مبادرة عربية للسلام ممدودة باقتراح ملك عربى (الملك عبدالله بن عبدالعزيز)، ومازالت الأيدى العربية ممدودة فى هذا المسار، وليس هناك شريك إسرائيلى شجاع يقول “آن لها” كما كان الأمر على الجانب المصرى (رحم الله الرئيس السادات وقيادته الواعية)، فهل يستجيب اليمين الإسرائيلى المتطرف، بزعامة رئيس وزرائه بنيامين نيتانياهو، والأمريكيين، والغرب لرسائل السلام من مصر، والأردن، والعرب قبل فوات الأوان؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى