بكاء أطفال غزة..!

السبت 13 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 49999
هناك مجزرة فى غزة هى الأكبر التى يشهدها العالم فى هذا التاريخ الحديث، فقد عجزت الأمم المتحدة، وزعماء العالم الأمريكيون، والأوروبيون الذين وفدوا على منطقتنا وزاروا مواقع الأحداث عن وقفها، فالمنطقة الملتهبة تتدحرج إلى صراع دامٍ، حيث الكبار أعطوا إسرائيل صكا بقتل المدنيين بحجة استئصال حماس، وتركونا لنشاهد أبشع معارك الكراهية، ووأد أى فكرة للسلام، والتعايش الإقليمى لنسمع بكاء، وصراخ أطفال غزة: بأى ذنب تقتلوننا؟!
إن دماء أهالى غزة لا مهرب منها، فقد أصبحنا أمام أزمة عميقة يعيشها العالم الذى لا يمكنه أن يَشيح بوجهه عن قتل الأطفال والنساء فى غزة، والصورة الآن تقول إننا فى بدايات المجزرة، وكل السيناريوهات الواردة أبشع من بعضها.
أعتقد أن اتساع رقعة الحرب والانتقام قد يسحق أمامه المدنيين والأبرياء فى جهات عديدة، لأن حماس، وحزب الله، وأخواتهما، منتشرون فى بعض دول المنطقة، أى أن إسرائيل ستحارب على كل الجبهات، أو تضربها، ونحن أمام حالة اختطاف كامل للمدنيين، والأطفال، والنساء ليكونوا وقود هذه الحرب المجنونة.
أما نحن فى مصر فيجب أن نظل متماسكين، لأننا العمود الفقرى الصحيح لمنطقة الشرق الأوسط الذى يجب أن يلتف حوله الجميع، لأنه يملك الحكمة، والرؤية، ولعلنا لو عدنا إلى البيان الرئاسى المصرى الذى خرج من قمة السلام التى حضرها الجميع، وناشد فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى العالم وقف العدوان، وإرسال المساعدات، فقد كان هذا البيان بمثابة كشف لازدواجية حقوق الإنسان التى يجب أن تشمل الجميع، فهى ليست، كما يريد الأمريكيون والأوروبيون، حقا لإسرائيل، وعدم أحقيتها للفلسطينيين.
نحن أمام وقت عصيب تشهده المنطقة يجب أن نتحلى فيه بالصبر، وندرك أن القوة لن تستطيع هزيمة الحقوق على الإطلاق، ونحن نرى إسرائيل وقادتها ينزلقون لأكبر تهديد وجودى، فهى تعيش، وستعيش، فى خطر، وتقود شعبها إلى زمن مضى لن يعود، ويجب أن يكون التحرك العربى باعثا للأمل فى إنهاء الصراع، وننقل للعالم بوضوح أن ما تفعله إسرائيل فى حق الأطفال جريمة بيّنة، ولا يُحتمل تأجيلها، أو التهرب منها تحت أى مسميات.