القمم.. والسقف العربى!

السبت 27 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 50013
عندما نتطلع إلى القمم (قمتىّ الرياض العربية والإسلامية) نشعر بأن الحرب على غزة أثبتت أن الصراع العربى ــــ الإسرائيلى يأتى فى المقدمة لدى الدولة المعتدية، ويسبق حتى الصراع على فلسطين نفسها.
إن إخضاع فلسطين، سواء فى غزة أو الضفة الغربية، مقدمة لإخضاع العرب جميعا، وتخويف الفلسطينيين من الإبادة الجماعية تخويف لكل عربى، فقد ظهر أنه هدف إسرائيلى إجرامى، وإن لم يكن للدولة الموجودة على أرض فلسطين فهو لليمين المتطرف الذى يتحكم فى مفاصل الدولة الإسرائيلية متى، وإذا أراد، وعندما يريد، فقد قتلوا كينيدى فى أمريكا كما رابين فى إسرائيل.
لكن دعونا نعلن أن نهاية العدوان على غزة ستكون قد أرسلت لكل عربى وعربية أن إسرائيل تقتل الأطفال، وتبيد المدن، وتسعى للقتل الجماعى، بل تهدد عند اللزوم بأنها تملك القنبلة الذرية ليخاف من لا يخاف، ولكن الدرس الذى أفرزته الحرب أن العرب يجب أن يقفوا لإسرائيل، والقوى الغربية التى تحمى عدوانه.
أعتقد أن العرب فى كل مكان يترقبون قمتىّ الرياض ليروا أى سقف سيقف عنده العربي.. هل يستطيع أن يمارس نفوذه الذى اكتسبه خلال السنوات الماضية ليوقف العدوان ويصل إلى الفلسطينيين فى غزة (الضعفاء والمرضى) بالمساعدات الكافية للحفاظ على الحياة، وعدم تهجيرهم قسرا مع ترك غزة مقفرة أو أرضا محروقة.
يجب أن يكون رد العرب على الرغبة الغربية والإسرائيلية المحمومة لمعاقبة الفلسطينيين كبيرا، ومحددا، كذلك يجب أن يرسل العرب وقمتهم رسالة محددة لتكبيل اليد التى تريد تصفية قضية فلسطين، ورسالة أخرى إلى كل الشركاء الإقليميين الآخرين أن القضية الفلسطينية ليست ورقة سياسية للعب بها فى قضاياهم المحلية.. باختصار، الماراثوان السياسى العربى الذى بدأ فى القاهرة بمؤتمر السلام يجب أن يصل فى الرياض إلى بر الأمان، والوضوح فى التعامل مع قضية القضايا للعرب وللمسلمين.
وفى الختام، يجب أن تفتح قمتا الرياض أمام العرب والفلسطينيين باب الثقة فى أشقائهم، لأن التردد العربى سيترك الساحة من جديد للشركاء الإقليميين وإسرائيل، ولن تستقر المنطقة العربية دون حل قضية فلسطين.