الانتخابات الرئاسية

الأثنين 6 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50022
أمام مصر، الشهر المقبل، استحقاق مهم لمستقبلها، ومستقبل أبنائها فى هذا العقد، وهو الانتخابات الرئاسية التى تأتى فى ظرف تاريخى صعب، ودقيق ألا وهو حالة الحرب الإسرائيلية على غزة، ونحن جميعا كلنا طموح أن نوقف العدوان المشتعل، الذى تخطى يومه الأربعين، على غزة، فقد أرادوا الحرب مهلكة لكل المنطقة التى نعيش فيها، وقد حاول، ولايزال، الإرهاب دفع المنطقة إلى حالة إقليمية تأكل الأخضر واليابس فى الشرق الأوسط، وتكون حدودنا وأراضينا أول من يلتهب بنيرانها الخبيثة، كما أرادوا تصفية القضية الفلسطينية بتهجير سكان غزة قسريا إلى سيناء، وأهالى الضفة إلى الأردن. لقد انشغلت مصر بوقف هذا العدوان، ومساعدة، وإغاثة الأشقاء عبر معبر رفح، وفى المحافل الدولية، وملكت مصر قرارها السياسى الذى فرض على العالم تلجيم العدوان، وسوف يفرض وقفه بعد أن أوقف التهجير القسرى، وفى خضم هذه الأحداث المؤلمة كان يجب أن تستمر مصر فى برامجها الإصلاحية سياسيا، واقتصاديا، وها نحن ندخل الشهر المقبل هذا الاستحقاق الرئاسى الأهم وقد أدركنا أهمية وحدة المصريين، وقوة الدولة، ومكانتها العالمية التى اكتسبتها فى السنوات الماضية فى كل المحافل. لقد لجمت مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، العدوان، ومنعت التهجير القسرى، وفرضت على العالم إدارة السياسة، وليس الحرب، وظل القرار المصرى، والإقليمى فى يد قوية، وأتصور أن المصريين سوف ينتهزون الاستحقاق الرئاسى، بعد أيام، لكى يثبتوا للعالم جدارة بلدهم، ومنعته، وسوف يعضدون ما تحقق لهم، ويواصلون المسار بقوة خلف قيادتهم، ولكن الاستحقاق، والاحتشاد حول صناديق الاقتراع من المصريين جميعا، فى الداخل والخارج، هو رسالة لتستمر مصر فى قوتها، وتمنع انهيار المنطقة التى تتدهور أحوالها فى كل محيطنا من كل الاتجاهات.
أعتقد أن الاستحقاق الرئاسى القادم فرصة ليثبت الشعب فى كل ربوع مصر أنه على قلب رجل واحد، خاصة أننا سوف نحتفل العام المقبل بمرور مئوية أول انتخابات نيابية تجرى فى مصر عام ١٩٢٤، حيث كانت مصر أول دولة فى منطقتها تجرى انتخابات برلمانية، لتثبت للعالم أن كل مصرى ومصرية شريك فى حكم بلاده، وأننا نحمى مؤسساتنا، ونقف وراء بلادنا لحماية حدودها، واستقلالها.