2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

جدل حول المنتصر والمنهزم «1»

الثلاثاء 21 من رجب 1446 هــ
العدد 50450
أكثر ما يزعجنى أن ينشغل الناس فى حرب إعلامية بلا معنى حول الطرف المنتصر عقب بدء سريان الهدنة، فهى معركة وهمية فى فضاء إعلامى على صفحات السوشيال ميديا، وصراع ذو طبيعة خاصة عن هوية المنتصر، حيث هناك من يربط حجم الدمار، والخسائر البشرية، ويحيلها إلى أنها للطرف المنهزم، كما أن الآخرين يشيدون بأن الحرب أحيت القضية الفلسطينية، وأن صمود الفلسطينيين على أرضهم ثمنه كبير، بل غالٍ جدا، ونحن مع هذا الرأى، ونُعلى من شأنه.

إن الفلسطينيين فى عام ونصف العام اقتربوا من كل صنوف العذاب، والإبادة، والجوع، ونقص كل ما يلزمهم للحياة، لكنهم فى ظل الموت، وانعدام كل وسائل الحياة كان تمسكهم بأرضهم مثيرا، وغنيا عن القول، وكل الأطراف الذين عاشوا هذه الحرب، أو العدوان، يعترفون بأن حصاد العدوان، والاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة ثقيل للغاية من حيث عدد الشهداء، والجرحى، والمفقودين، والمشردين، والدمار الهائل لكل المنشآت، والبنى التحتية والفوقية، وفى حرب من هذا النوع، أو عدوان بهذه البشاعة والإبادة، لن يكون هناك منتصر أو منهزم، بل لنا أن نعترف بأن الجميع خاسرون، وأن كل الأطراف ستنوء بحمل هذه الكارثة الإنسانية المفزعة عندما تقف آلة الحرب، وسنكون جميعا ملزمين بإعادة الأمور إلى نصابها، وتعويض شعب غزة عما تعرضوا له من كارثة إنسانية فظيعة يندى لها جبين البشرية جمعاء.

أعتقد أن اتفاق الهدنة قد أدى إلى انسحاب جزء من اليمين الإسرائيلى المتطرف (بن غفير وبعض الوزراء) من الحكومة، وهذا يعنى هزيمة اليمين الإسرائيلى، بل شعورهم بالمهانة، وانتصار قوى الحياة، والعدل، والاستقامة، لأنهم أرادوا مزيدا من الدماء، والدمار الهائل، والخسائر، والانهيارات فى الأراضى المحتلة..

وغدا نكمل الحديث

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى