2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

جدل حول المنتصر والمنهزم «2»

الأربعاء 22 من رجب 1446 هــ
العدد 50451
لا شك فى أن هناك منتصرا ومنهزما فى أى حرب، فاحتفالات الناس فى الشوارع بالخلاص من الحرب انتصار، وإذا صاحبها الخلاص من المتطرفين بالقطع هى انتصار دائم، وإذا انتصر الفلسطينيون لقضيتهم بالتعلم من أحداث الأزمة، واتحدوا تحت علم الدولة لا علم الأحزاب، والميليشيات بالقطع فإن هذا انتصار مستمر، وإذا تعاون الفلسطينيون مع أشقائهم العرب فى تعمير، وبناء غزة من جديد فهذا انتصار مستمر، ودائم، ويستحق أن نحتفل به، وإذا أدرك الإسرائيليون أن خسائر الحرب كبيرة، وتصنع الكراهية، ولا تستمر، فإنهم بالقطع عليهم أن يلجموا اليمين المتطرف، ونيتانياهو، وجماعته، فستكون خسائرهم محدودة، وسيكونون قادرين على صُنع السلام بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، والاعتراف بحقهم فى تقرير المصير الضرورى للسلام الإقليمى والمنطقة ككل.

كما أن المنطقة كلها التى عاشت الحرب (العرب، والإسرائيليين، والإيرانيين، والأتراك) بالقطع عندما يحاسبون أنفسهم سيرى كل منهم فى كشف الحساب خسائر كبيرة كان يمكن تجنبها إذا ارتكنوا إلى المفاوضات، والبحث فى بناء نظام إقليمى يتناسب مع الجميع، ويحمى المنطقة من الانزلاق فى الحروب، وكذلك المجتمع الدولى بكل أشكاله، سواء المنظمات الدولية، أو القوى العظمى (أمريكا وروسيا والصين وأوروبا) من شاهدوا هذه الحرب، أو الإبادة، ولم يتحركوا بما يكفى لوقفها، أو العمل معا لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم حتى لا تتكرر هذه الحرب الملعونة من جديد- هم خاسرون، بل إن النظام العالمى الذى لم يوقف هذه الخسائر، والإبادة مهزوم أيضا.

وأخيرا، من الممكن أن نحصل على الانتصار من التعلم، ألا نكرر تجارب الحروب التى بيّنت، وأثبتت فشل العقل الإنسانى فى البحث عن الحل لعدم تكرارها، لذا يجب أن نتوقف عن جدل المنتصر والمنهزم، وأن نراعى أن فرحة الأسرى على الجانبين، وأسرهم، وتهافت الشعب على وقف الحرب كلها- رسالة للسلام، والاستقرار، لأن الحرب هى المنهزمة، والسلام هو المنتصر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى