2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

درس كشمير..!

الثلاثاء 15 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50562
يجب ألا نهرب من فتنة الحرب بين الهند وباكستان لأننا مشغولون باضطرابات منطقتنا (الشرق الأوسط)، أو حتى حروب أوروبا، فهى صراع ليس بعيدا عنا، بل قريب جدا، بل يحوطنا من كل جانب (الإرهاب والتطرف).

لقد فجرت العملية الإرهابية لجماعة متطرفة التى قتلت سياحا (هندوس) فى كشمير صراعا ليس جديدا بل كامن وله أبعاده ومتغيراته، وكان من الممكن أن يتحول إلى صراع نووى لأن البلدين مدججان به (الهند 172 رأسا نوويا، وباكستان 170)، بل هو صراع دينى عالمى، وهو تاريخى متميز (1947 – 1965 و1971 – 1999)، وهو الثانى بعد حصولهما على القنبلة النووية (الأول كان 1999)، وبالقطع كان ترامب ينتظر نوبل، أو قدرته على وقف الحروب سريعا بدءا من (وقف حرب روسيا – أوكرانيا)، أو الشرق الأوسط (حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على غزة)، فجاءته سريعة الحرب بين الهند وباكستان ليوقفها، وقد فجرت تلك الحرب، بعد أن ظهر التفوق التكتيكى الباكستانى، التغيرات فى عالم السلاح والتسليح، حيث اعتمدت باكستان على السلاح الصينى، والهند على السلاح الأمريكى والأوروبى، والأخطر اللجوء إلى لعبة الحروب المتطرفة، وهى أثبتت أنها سلاح أمضى من السلاح النووى، وأخطر منه على العالم.

قائد الجيش الباكستانى السيد «مير» خاطب جنوده بالحشد، والتنسيق، والهند وجدت نفسها فى حالة تحتاج إلى التحرك الأمريكى، وهناك ثلث سكان الهند (200 مليون مسلم)، وحالة الاحترام مع الهندوس كبيرة للغاية، بل إن هى سارعت للتخويف باستخدام سلاح المياه بوقف معاهدة نهر السند بحجة أنه لا يمكن للدم والماء أن يتدفقا معا- فإن الهند لا تستطيع فنيا وقف الأنهار، ولكنها هددت بوقف مياه أطول الأنهار السند، والذى يمر بكشمير ذات الأغلبية المسلمة، وهى اتفاقية عمرها 65 عاما.

وأخيرا، لقد كشف الموقف للبلدين عدم ترك العلاقات هشة بينهما، وإسقاط فكرة الحروب المتطرفة على الصراعات السياسية، وأن تتعاون الدول الإقليمية فى لجم التيارات، والميليشيات المتطرفة عن سيطرة الدولة، والتى قد تؤدى إلى إشعال حروب طويلة، أو حروب نووية كما كان محتملا فى الصراع الهندى ـ الباكستانى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى