الدروز والكرد مفتاحا إسرائيل بالمنطقة!

الأحد 9 من رمضان 1446 هــ
العدد 50497
يجب ألا تنسينا حرب غزة، رغم خطورتها على مستقبل فلسطين، ما يحدث فى الشام، وسيطرة إسرائيل على جنوبىّ سوريا، ولبنان معا، وفتح الطريق بينهما، لكن أخطر العلاقات على الطريق القادم هو ما تفعله إسرائيل بمحاولاتها السيطرة على الأقليات واحدة وراء الأخرى، والظهور بأنها جيش الأقليات ضد الأغلبية فى المنطقة التى تحاصرها بالإرهاب، وليس خافيا أن إسرائيل وضعت فى صلب إستراتيجياتها، منذ تأسيسها، العمل على تقسيم المنطقة العربية، خصوصا سوريا ولبنان، لدويلات طائفية، مستغلة التنوع الفسيفسائى الطائفى القائم، وذلك لإضفاء الشرعية على وجودها كدولة يهودية من جهة، وإشغال العرب بصراعات طائفية فيما بينهم من جهة أخرى.
أعتقد أن هذا المشروع مازال قائما، وتتخيل إسرائيل، بعد حرب لبنان، وحالة الانقسام الراهنة بين الطائفة الشيعية الممثلة لحزب الله، أنها حققت جزئيا مهما، ومشاركة فى وضع إسفين طائفى داخل الدولة اللبنانية، لأنه، لأول مرة، حربها فى لبنان كانت مقصورة على حزب الله، ولكن اللبنانيين، ورئيسهم المنتخب، وحكومته، يتلافون هذه الجريمة الخطيرة باحتضان شيعة لبنان داخل الدولة بعد الحرب الطويلة التى بدأت بإسناد غزة، ثم تحولت إلى سيطرة على جنوب لبنان إسرائيليا، والحديث يوميا أنه لا طائفة منهزمة فى لبنان. ومن هنا، فإنه يجب على الجامعة العربية، والدول العربية ألا يتركوا طائفة الموحدين الدروز بمفردها فى مواجهة المشروع الذى يستهدف سلخها من عقيدتها، وتاريخها، ومحيطها، وأن تدرك أن العبث الإسرائيلى بالبوابة الدرزية فى جبل العرب هو عبث بوحدة سوريا ولبنان معا، ومفتاح لتقسيمهما طائفيا، فقد كشف نيتانياهو أخيرا عن إقامة دولة درزية فى سوريا ولبنان، وهذا حلم إسرائيلى يسمونه «الشرق الأوسط الجديد»، حيث تشكل الجغرافيا الدرزية وصولا إلى جرمانا فى ريف دمشق مفتاحا أساسيا لهذا المشروع، كما تشكل الجغرافيا الكردية فى الشمال الشرقى لسوريا المفتاح الآخر، وقد اشتعلت الحرب من جديد لأنهم يريدون تقسيم سوريا الى 4 دويلات: درزية بحماية إسرائيلية، وعلوية على الساحل السورى بحماية روسية، وكردية بحماية إسرائيلية – أمريكية، وسنية فى الشمال والوسط بحماية تركيا.