مع كتاب الساعة «فى قلب اللحظة» بفلسطين

الثلاثاء 28 من رجب 1446 هــ
العدد 50457
ذهبت لمعرض الكتاب، ليس لتفحص الإصدارات الجديدة، ولكن لحضور ندوة لزميلى، وأخى جمال الكشكى، رئيس تحرير الأهرام العربى، عن كتابه الجديد الذى هو كتاب الساعة التى نعيشها يوميا منذ أكثر من عام (فى قلب اللحظة.. حدود ملتهبة ونظام عالمى جديد)، وهو من عنوانه، بالفعل، حديث الساعة، ومحور اهتمام المصريين، بل العرب، حول ما يحدث فى الأراضى العربية المحتلة، بعد حرب غزة، ولبنان التى دخلت عامها الثانى، والتى نعيش على وقعها يوميا، بل كل ساعة، والاستئساد الإسرائيلى على غزة، والفلسطينيين.

يستعرض الكشكى فى كتابه دور مصر، النواة الصلبة للإقليم ككل، ويبحر جادا فى تيارات الأمم السياسية، ويلقى نظرة فاحصة على الدور الأمريكى المترامى على المسرح الدولى، ويتأمل مآلات الحرب الأوكرانية- الروسية، ويتوقف طويلا أمام القضية الفلسطينية بتعقيداتها الدولية، وانفجاراتها الإقليمية، خاصة فى لبنان الذى واجه أكبر محنة فى تاريخه الحديث بعد عدوان إسرائيل، كما تساءل الكتاب عن ماهية النظام العالمى المحتمل، فى محاولة جادة تغوص تحت جلد الإقليم العربى، والكتاب قراءة دقيقة فى لحظة مصر أمة، ودولة، وارتباطها الوثيق بكل ما يجرى فى الإقليم، والعالم، وكيف أنها تمتلك رؤية إستراتيجية للإقليم ككل تقوم على إدراك معرفى عميق بأهمية إعادة هندسة الإقليم طبقا لمصالحه الإستراتيجية.

لقد كانت الندوة بانورامية شاملة لأوضاعنا العربية الراهنة، حيث أدارها الكاتب الصحفى والإعلامى عمرو خفاجى باقتدار، وتحدث فيها الدكتور الفذ مصطفى الفقى، والخبير الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس مجلس إدارة الأهرام، كما كانت الندوة ساخنة، وعاصفة، لكن الخبراء وضعوا خطوطا عريضة لمستقبل المنطقة، وقدم جمال الكشكى فى كتابه رؤية سياسية هى الأهم فى المرحلة الراهنة، والتى نستطيع أن نفهم من خلالها مسارات الحرب والسلام فى منطقة الشرق الأوسط، وما سيكون عليه إقليمنا فى ظل استمرار الصراع مع الإسرائيليين، وماهية دور القوى الإيرانية، والتركية، فيه، بل أدوار القوى الكبرى، فكل التحية للكاتب، والخبراء، الذين قدموا جلسة استشراف لفلسطين، ومنطقتنا، والصراعات الإقليمية.