2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

قنبلة ترامب التجارية!

الأثنين 8 من شوال 1446 هــ
العدد 50526
فعلها ترامب يوم الأربعاء الماضى حينما ألقى قنبلة مدوية ليس فقط على العالم كله، بل على أسواق بلاده، وحلفائه القدامى والقادمين، وأقرب أصدقائه الحميميين.

لقد سمعنا كلنا بالرسوم الجمركية الخيالية التى أطلقتها الدولة العظمى الحامية للتجارة العالمية فى عهد العولمة لتشعل ما نستطيع تسميته «حربا تجارية» نحن فى بداياتها التمهيدية ولكنها بالقطع «دامية»، وكما يقول كل الاقتصاديين فى العالم، خاصة فى أمريكا، لن يكسب فيها أحد، فالعالم والاقتصاد الذى نعيشه منذ ٥ عقود يدرك أن أخطر الحروب هى فى مجال الاقتصاد والتجارة، ومن يشعلها خاسر، ومن يتقبلها ويجرى فى فلكها خاسر أكثر، والقرار الذى شمل العالم كله تقريبا (180 دولة) أصدر تعريفات جمركية تبدأ بـ 54% تعرضت لها الصين، و46% على أقرب حليف اقتصادى كل شركاته فيه (فيتنام)، حتى تايوان الأمريكية كلها تقريبا فرض عليها ترامب رسوما 32%، وأوروبا واليابان 24%، حتى الهند التى تعيش وتتنفس أمريكيا فرض عليها رسوما 26%، ولحسن الطالع نحن فى مصر وشمال إفريقيا فرض علينا 10%، وسوف نتأثر لكن ليس كثيرا.

أعتقد أن العالم سيشهد فى المرحلة المقبلة تراجعا وتباطؤا حادا فى الاقتصاد، فهل ستتجه أمريكا (قاطرة الاقتصاد العالمى) إلى سحب العالم معها لمستنقع شبيه بما حدث فى عامى 1929 و 2008؟.. لا أعتقد لأن قنبلة ترامب ليست «نووية»، بل «دخان» لإرباك العالم، وتخويفه من النكوص الانفعالى الحاد للرئيس الأمريكى على الاقتصاد العالمى الذى أنشأته بلاده، وقادته لسنوات طويلة، وحقق للأمريكيين ازدهارا، وللدولار مكانة أعلى من الذهب، وهذه القنبلة أطلقها ترامب ليسحب معه العالم إلى حيث يريد بلا تفكير، وهذه السياسة لم يخترعها اقتصاديون، أو سياسيون يعملون فى مراكز أبحاث عالمية نعرفها، ونعرف كيف تفكر، أو تخطط، ولكن هى نتاج ثورة تكنولوجية جديدة، وتخزين معلوماتى للذكاء الاصطناعى لم يعرفه العالم حتى الآن، ولها أهداف حددها ترامب، وسوف ينقض عليها سريعا عندما يحقق الهدف، فلا تصدقوا هذه الرسوم، ولا تصدقوا الخسائر التريليونية، ولكن ابحثوا بجدية عن أهداف حرب التجارة التى شُرعت وسط حرب دامية عسكرية فى أوروبا والشرق الأوسط، وصراعات حادة مع الصين، وأوروبا، واليابان، بل مع الأمريكيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى