حوار مع رئيس الوزراء العراقى
الأثنين 28 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50575
فى نهاية زيارتى بغداد لحضور فعاليات «القمة العربية» وما أعقبها من قمم أخرى عن الإعلام العربى، والبرلمانات، والمياه، التقيت، فى جلسة عصف ذهنى، رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى، وكانت الجلسة فرصة لأستمع إلى إجابته عن سؤالين لى، والذى أشكره على اهتمامه بهما، وإجابته المستفيضة عن الانتخابات المقبلة، وعن علاقة العراق بإيران، ثم علاقات العراق بمصر.
لقد تحدث السودانى فى البداية عن جبهته الجديدة، واهتمام الشباب، والأجيال الجديدة بالانتخابات، شارحا أن العراق لم ينجز البنية التحتية، والبناء والتعمير فقط، بل بنية معلوماتية، حيث نظمنا تعدادا للعراق لأول مرة منذ عام 1987 (العراقيون الآن 45 مليون نسمة، %60 منهم من الشباب)، والأهم أن الذين سجلوا أسماءهم للتصويت بلغ عددهم 21 مليون نسمة (كانوا فى الانتخابات الماضية 17 مليونا)، منهم خمسة ملايين نسمة أصوات جديدة، مما يعنى أن هناك روحا جديدة تسرى فى العراق للمشاركة فى الانتخابات، وأنه سيدخل الانتخابات مع تحالف إياد علاوى برؤية واضحة، ومنجز تحقق على أرض الواقع سمته الشفافية والوضوح، وبالنسبة لعلاقة إيران بالعراق قال رئيس الوزراء العراقى إن إيران جارة لا تبعد عنا سوى 200 كيلو متر، وبيننا مشتركات وعشائر كثيرة، وقصة حرب امتدت 10 سنوات، وكل طرف عراقى أو إيرانى حريص على عدم الاصطدام، ونحن نتذكر لإيران أنها وقفت معنا فى حرب داعش 2014، ونحن نرى خصوصيتنا، وننظر لمصالحنا معهم، وما أريد أن أحدده أن العراقى لديه اعتزاز ببلده، وعزة نفس، وكرامة لا تسمح له أن يكون أسيرا أو تابعا لأحد.
أما عن علاقات مصر والعراق فقد قال السودانى: نحن حريصون على أن يكون التعاون بين مصر والعراق والأردن نواة لعمل عربى مشترك، وانتهينا من الربط الكهربائى، والمرحلة الثانية (خط الغاز بين العقبة والعين السخنة) أخذت طريقها للتنفيذ، وإن شاء الله ستكون هناك قمة ثلاثية قريبا، وأخيرا، فقد كان حوار رئيس الوزراء العراقى مع الصحفيين، والإعلاميين صريحا، ودقيقا، ويكشف أننا أمام سياسى عربى من الطراز الرفيع الذى صقلته المسئولية عن بلاده، والمنطقة العربية.
