قمم بغداد «1»

السبت 19 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50566
فرصة انتهزتها أن أتابع فى بغداد، عن قرب، 3 قمم عربية مهمة تبدأ اليوم: قمة العرب 34، التى تتزامن معها قمة ثانية اقتصادية هى الخامسة فى تاريخنا، والثالثة بين مصر، والأردن، والعراق.
أعتقد أن العرب من المحيط للخليج يريدون، وينتظرون، «إعلان بغداد» حول قضيتهم المصيرية (فلسطين، وغزة المشتعلة، وشعبها 2.5 مليون) تحت نيران الإبادة، وتزامن مع كل ذلك قمم متتابعة فى الخليج (الرياض، وقطر، والإمارات) مع الرئيس الأمريكي، وكلنا أمل يحدونا أن ينجح العمل السياسى والدبلوماسى فى لجم العدوان الإسرائيلي، وإنقاذ شعب غزة من المجاعة، ولأن التاريخ ينتظرنا، ويحاسبنا، فيجب على الجميع أن يضعوا نصب أعينهم وقف العدوان، وإنقاذ غزة، وليس هناك قضية تسبق هذا الهدف الغالى لكل عربي، لأن صرخات الأطفال، والنساء، والشيوخ الجائعين، تحت الضرب والموت، تجعلنا جميعا فى حالة من الحزن، بل عيوننا لا تعرف النوم، وقلوبنا ترتجف معهم، وعلى المستقبل فى منطقة حساسة، وخطيرة.
إن العراق، لأول مرة، بعد سنوات من المعاناة والحروب المتتابعة، يرنو إلى المستقبل، وإلى أن يثبت أنه لن يغيب عن صنع العقل العربى فى تاريخنا القديم، والحديث، والمعاصر، صحيح أن ظروف العراق دقيقة، لكنه يتعافى من أمراض الحروب التى صنعها الاحتلال الأمريكي، وتغيير السياسات، وهذه القمة انتهزها السياسيون فى العراق الذين يستعدون للانتخابات بعد أشهر، حيث الديمقراطية وليدة ببغداد، وقد استعدت العراق للقمة بعد طول انتظار، ودعا التحالف الحاكم هناك، برئاسة محمد شياع السوداني، إلى موقف إيجابي، وتوحيد الخطاب السياسي، لكن العراقيين لا يخفون استياءهم من عدم وجودهم فى قمم أمريكا المتتابعة، ويتخوفون من أن يكون العراق فى التوجهات الجديدة للمنطقة شريكا غير فاعل بهاا، وإن كان سيتأثر بها حتى لو ظل مغيبا.
وأخيرا، ننتظر أن يكون الحضور فى قمة بغداد مؤثرا، وأن تضع القمة العربية العادية فى أجندتها القمة الطارئة التى عُقدت فى القاهرة لإعادة تعمير غزة وإنقاذ أهلها، كما أن قمة بغداد المهم فيها القرارات، والإعلان بعد القمة التنموية عن محاولة جادة لإقامة تجمع اقتصادى عربى يتساءل عنه كل عربى يوميا وهو يعرف أن هناك فوائض مالية متوافرة، وإمكانات اقتصادية هائلة لدى معظم البلدان العربية.. وغدا نكمل الحديث.