2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

رسالة من بيروت

الأربعاء 27 من شعبان 1446 هــ
العدد 50486
كنت أتابع تشييع جنازة حسن نصر الله الأحد الماضى بالضاحية الجنوبية فى العاصمة اللبنانية بيروت، وهو رجل حزب الله القوى، وأمينه العام، وجنازة خليفته الشيخ هاشم صفى الدين، أمس، وهو عضد نصرالله، إن لم يكن عقله كاملا، أو يده اليمنى، بل من غيره لم يكن هناك حزب الله اللبنانى- الإيرانى، وقد كانت بين الرجلين شراكة كبيرة، وضخمة فى إنشاء أغلى الأصول الإيرانية بالمنطقة العربية، فى لبنان، بل أسهما – بمساعدة، وتفكير قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثورى الإيرانى، الذى قتله دونالد ترامب فى فترة رئاسته الأولى ببداية 2020، هو وأبومهدى المهندس، قائد الحشد الشعبى العراقى، فى غارة على مطار بغداد، بعد جوله له تفقد خلالها ميليشياته فى المنطقة العربية – فى إنشاء العديد من الميليشيات الإيرانية فى المنطقة (سوريا، واليمن، ولبنان، والعراق).

لقد رحل الشيخان (نصر الله وصفى الدين) معا منذ نحو 5 أشهر فى غارة إسرائيلية قتلت الأمين العام، وعندما أُعلن انتخاب الثانى قتل بعدها بأيام، حيث قررت إسرائيل تصفية حزب الله بعد الحرب التى نشبت فى قطاع غزة، والتى دخلها الحزب مساندا لحماس، وتمكن الحزب من تشييع الأمينين فى فترة الهدنة التى فرضها المجتمع الدولى، وتعاونت الطوائف اللبنانية معها، واحتشد الشيعة اللبنانيون.. وغيرهم فى المنطقة العربية لتقديم رسالة، فهل هى استمرار للمنوال القديم، أم أن الدولة ستقوم فى لبنان بعد الحرب؟، وكان مثيرا للاهتمام أن التشييع تم بعد انتخاب الرئيس، وتشكيل الحكومة اللبنانية، والتوافقات التى وافق عليها الحزب باحترام الدولة، واتفاق الطائف، والتسليم بتطبيق قرارات الأمم المتحدة لوقف الحرب الدائرة على لبنان، والتى أدت إلى هدم الجنوب اللبنانى.

أعتقد أن المرحلة المقبلة ستكون خلالها المقاومة اللبنانية تحت سقف الدولة، والحكومة، والجيش اللبنانى، وليست خارجه، مثلما كانت فى السابق، وأن هذا التوافق سوف تحترمه إيران نفسها، فهى لا تتحمل الموقف القوى الذى عبرت عنه كل الطوائف اللبنانية باحترام الحكومة، وانتخاب الرئيس، وكان خروج الشعب اللبنانى لتشييع قائدىْ حزب الله هو رسالة احتضان لبنانى وعربى للطائفة الشيعية الكريمة، واعترافا بأنهم جزء من مكون الدولة اللبنانية المهمة للمنطقة العربية، وليس احتشادا للعودة إلى الماضى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى